مشكلة الفلسطينيين أن إسرائيل ترفض وضع حدود 67 كأساس للتفاوض أيمن. س/ وكالات منحت الجمعية العامة للأمم المتحدةفلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، في خطوة تعد انتصارا دبلوماسيا ومكسبا قانونيا للفلسطينيين. وصوتت 138 دولة لصالح مشروع القرار الذي منح دولة فلسطين هذه الصفة، في حين عارضته تسع دول، وامتنعت عن التصويت 41 دولة. ووافقت على الطلب الفلسطيني ثلاث من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي فرنسا وروسيا والصين، في حين عارضته الولاياتالمتحدة وامتنعت بريطانيا عن التصويت. أما الدول الثمانية الأخرى التي رفضت القرار فهي كندا وجمهورية التشيك وإسرائيل وجزر مارشال وميكرونيزيا ناورو وبالاو وبنما. ونص مشروع القرار الذي تم التصويت عليه على منح فلسطين صفة “دولة مراقب غير عضو” في الأممالمتحدة، كما دعا مجلس الأمن إلى النظر “بشكل إيجابي” إلى قبول طلب دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة، الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر 2011. ويدعو المشروع إلى ضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين والوقف الكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية. كما تؤكد فقرات المشروع على تصميم الجمعية العامة على الإسهام في إعمال الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني والتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط تنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 وتحقق رؤية الدولتين، كما تعبر عن الحاجة الملحة لاستئناف وتسريع المفاوضات من أجل تحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة. وتعهد الفلسطينيون في المشروع المذكور باستئناف عملية السلام فور التصويت على القرار في الأممالمتحدة. وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته قبيل التصويت إن الجمعية العامة مطالبة اليوم “بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين، ولهذا السبب بالذات نحن هنا اليوم”، مضيفا أن “الأسرة الدولية تقف الآن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين”، مشيرا إلى أن “إسرائيل مارست التهديد” على الفلسطينيين لمنعهم من تقديم طلب الحصول على صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة. ودعا عباس العالم إلى “تصحيح الظلم التاريخي الذي ألحق بالشعب الفلسطيني”، وقال إن “اللحظة حانت ليقول العالم كفى للاحتلال والاستيطان” الإسرائيليين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد انتقد في القدس قرار التصويت في الأممالمتحدة، وقال إنه “لن يغير شيئا على الأرض”، واعتبر أن هذه الخطوة “لن تدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية بل ستؤخرها أكثر”. وكبديل للتصويت الأممي، اقترح نتنياهو على الفلسطينيين بدء محادثات السلام المباشرة دون “شروط مسبقة”، وقال إنه “مستعد لاستئناف محادثات السلام فورا لبحث كل القضايا الجوهرية محل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين”، مضيفا “للأسف لم أسمع ردا من الجانب الفلسطيني”. واحتشد الفلسطينيون في ساحات الضفة الغربية قبل التصويت تعبيرا عن دعمهم للطلب الفلسطيني، كما خرجت مظاهرات مماثلة في قطاع غزة. وخلال الأيام الماضية، تحركت الدبلوماسية الفلسطينية مسنودة بدعم عربي لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول للتصويت لصالح منح فلسطين صفة “دولة مراقب غير عضو”. وكانت الولاياتالمتحدة قد عبرت عن رفضها توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في تصريحات للصحفيين إن واشنطن ترى أن الخطوة الفلسطينية جانبها الصواب، وإن الجهود يجب أن تتركز على إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، يتسم الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود قبل 1967 بقيمة رمزية كبيرة، فهي تتمتع بالفعل بقبول دولي يشكل أساسا لتسوية سلمية دائمة. وتكمن مشكلة الفلسطينيين في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو يرفض وضع هذه الحدود كأساس للتفاوض، ويصفها “بغير واقعية” و”لا مبرر لها”، وقال إن الواقع الجديد تأسس منذ عام 1967، فنحو نصف مليون يهودي يعيشون في أكثر من 200 مستوطنة وبؤرة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدسالشرقية. وتعتبر هذه المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي على الرغم من الخلاف الإسرائيلي بهذا الشأن. وضمت المحادثات السابقة مناقشات بشأن تبادل للأرض متفق عليه كسبيل لحل هذه المشكلة. *** تباين إزاء “ترقية فلسطين”.. وغضب أمريكي إسرائيلي أوروبا منقسمة.. ودول كبرى تتحدث عن “يوم تاريخي” تباينت ردود الفعل الدولية على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس لصالح رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية إلى صفة دولة مراقب غير عضو، إذ اعتبره بان كي مون “حدثا مهما”، بينما رأت واشنطن فيه خطوة “غير مجدية”، ودعت لندن وباريس الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وبعد إعلان نتيجة التصويت على منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، حث الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الطرفين على تجديد التزامهما تجاه السلام القائم على التفاوض. وقال بان “إن موقفي كان دائماً متسقا، وهو أنني أومن بأن للفلسطينيين حق إنشاء دولتهم المستقلة، وأومن بأن من حق إسرائيل العيش في سلام وأمن مع جيرانها، ولا يوجد بديل عن المفاوضات لتحقيق ذلك”، مضيفا أن “تصويت اليوم يؤكد الحاجة الملحة لاستئناف مفاوضات ذات مغزى، علينا أن نعطي دفعة جديدة لجهودنا المشتركة من أجل ضمان أن دولة فلسطين المستقلة الديمقراطية المتصلة وذات السيادة والقادرة على الاستمرار، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل الآمنة”. ودعا الأمين العام جميع الأطراف إلى “التصرف بشكل مسؤول والحفاظ على الإنجازات المحرزة على مسار بناء الدولة تحت قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، وتكثيف الجهود لتحقيق المصالحة والسلام العادل والدائم”. واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تعليق له إثر التصويت أن هذا القرار “انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون الدولي”، مضيفا في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية “أشكر الشعب الفلسطيني وأقدم له التهنئة بهذا الإنجاز، كما أشكر شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين صوتوا لصالح فلسطين”. وسارعت الولاياتالمتحدة التي صوتت ضد القرار إلى التعبير عن أسفها لإقرار الوضع الجديد لدولة فلسطين في الأممالمتحدة، مؤكدة أن هذا التصويت “مؤسف وغير مجد” و”يضع عراقيل أمام السلام”. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال منتدى في واشنطن انتهزته فرصة للتعليق فورا على القرار التاريخي للجمعية العامة، إن هذا القرار “يضع مزيدا من العراقيل أمام طريق السلام”، معتبرة أن الطريق الوحيد لقيام دولة فلسطينية هو استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. من ناحية أخرى، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالخطاب الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة خلال جلسة التصويت، مؤكدا أنه خطاب “مليء بالدعاية الكاذبة”. أما كندا التي صوتت أيضا ضد القرار فكان رد فعلها أيضا سلبيا، وقال وزير خارجيتها جون بيرد إن هذا القرار “سيقوض ركائز عملية حتى وإن لم تكن قد اكتملت فهي تبقى الفرصة الواقعية الوحيدة للتوصل إلى رؤية دولتين مزدهرتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام”. ومن جهتها، دعت بريطانيا التي امتنعت عن التصويت على القرار الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للعودة إلى طاولة المفاوضات. ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي صوتت بلاده لمصلحة القرار إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية “بلا شروط وبأسرع ما يمكن. كما ذكر الاتحاد الأوروبي أنه يدعم قيام دولة فلسطينية، وقال إن “الاتحاد عبر مرات عدة عن دعمه ورغبته في أن تصبح فلسطين عضوا كاملا بالأممالمتحدة في إطار حل للنزاع”، مضيفا أنه “مستعد للاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت المناسب”. *** الفاتيكان الوحيدة التي تمتعت بالصفة قبل فلسطين ماهي الدولة المراقب غير العضو بالأممالمتحدة؟ تضم منظمة الأممالمتحدة بالإضافة إلى الدول الأعضاء البالغ عددها 193، كيانات ومنظمات ودولا غير أعضاء تتمتع بصفة مراقب يشارك في الاجتماعات المختلفة للمنظمة دون أن يكون لها حق التصويت على القرارات. ويجوز للدول غير الأعضاء في الأممالمتحدة، التي هي أعضاء في وكالة أو أكثر من الوكالات المتخصصة، أن تقدم طلبا للحصول على مركز مراقب دائم لدى المنظمة. ويحق لمن تتمتع بصفة مراقب غير عضو أن تتحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة وأن تشارك في الاجتماعات المختلفة للمنظمة دون أن يكون لها حق التصويت على القرارات. كما يحق لها أن تقدم المقترحات والتعديلات وأن تشارك في المناقشات. ويتم ترتيب الدول المراقبة غير الأعضاء للجلوس في قاعة الجمعية العامة مباشرة بعد الدول الأعضاء وقبل المراقبين الآخرين. كما يحق للدولة المراقب غير العضو أن تطلب الانضمام لبروتوكول المحكمة الجنائية الدولية والكثير من الاتفاقيات العالمية. وكان يوجد في الأممالمتحدة دولة واحدة تتمتع بهذه الصفة، هي الفاتيكان. أما منظمة التحرير الفلسطينية فهي تنشط في الأممالمتحدة منذ عام 1974 تحت وضع “كيان بصفة مراقب”، واستعيض عن تسمية “منظمة التحرير” بتسمية “بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين” بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1988، قبل أن تحصل في 29 نوفمبر 2012 على صفة “مراقب غير عضو” بالأممالمتحدة. وهناك منظمات دولية تشارك أيضا بصفة مراقب في دورات وأعمال الجمعية العامة ولها مكاتب دائمة في المقر، منها جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. ولا يتطلب الحصول على وضع “دولة مراقب غير عضو” إلا على غالبية بسيطة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة، ولا يمكن للدول الكبرى في مجلس الأمن استخدام حق النقض “الفتيو” لإجهاض الطلب، كما هو الحال بالنسبة لوضع “دولة كاملة العضوية”. *** إسرائيل تمنع الاحتفال ب”عضوية فلسطين” في القدس قالت تقارير إن الشرطة الإسرائيلية منعت الفلسطينيين أمس، من الاحتفال في القدس بحصول فلسطين على صفة “دولة مراقب” في الأممالمتحدة. وخرج ليلة أول أمس مئات الفلسطينيين، معظمهم نشطاء في حركة فتح، إلى الطرقات في قطاع غزة للاحتفال بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح منح فلسطين صفة “دولة مراقب” في الأممالمتحدة. وفي رام الله أطلقت جموع غفيرة الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجا في حين سارت في طرقات المدينة مواكب سيارة أرخت العنان لأبواقها، بينما أضيئت السماء بالألعاب النارية ابتهاجا. *** تعيين المفوضة العامة لفلسطين في بروكسل سفيرة قريبا أعلنت المفوضة العامة لفلسطين لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي ليلى شهيد أمس، أنها ستصبح “سفيرة فلسطين” وذلك غداة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية. وقالت في تصريحات للإذاعة البلجيكية العامة إن “بلجيكا وعلى لسان وزير خارجيتها ديدييه رايندرز منحتني للتو مرتبة سفيرة، رئيسة بعثة الوفد الفلسطيني الذي رقي إلى صفة بعثة فلسطين”. *** “العفو الدولية” تطالب فلسطين بالانضمام إلى المحكمة الدولية دعت منظمة العفو الدولية القادة الفلسطينيين إلى الانضمام على وجه السرعة إلى نظام روما الأساسي وجميع معاهدات واتفاقيات حقوق الإنسان ذات الصلة. ووفقا لوكالة “فلسطين اليوم”، قال خوسيه لويس دياز ممثل منظمة العفو الدولية في الأممالمتحدة بعد قرار الجمعية العامة بالموافقة على قرار يمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بالأممالمتحدة “يتعين أن يكون الهدف الآن هو أن تنضم فلسطين على وجه السرعة إلى نظام روما الأساسي، وجميع معاهدات واتفاقيات حقوق الإنسان ذات الصلة”.