وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو في المنظمة بأغلبية 138 صوتا، واتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار برفع مستوى تمثيل فلسطين في جلستها الخميس، حيث صوّتت 9 دول ضد القرار، وامتنعت 41 دولة أخرى عن التصويت، واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تعليق له إثر التصويت أن هذا القرار انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون الدولي. انضمت ثلاث من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إلى الموافقين على قرار طرح للتصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ليل الخميس لترقية وضع الفلسطينيين في المنظمة الدولية إلى دولة غير عضو، وهي فرنسا والصين وروسيا. وجاءت الأصوات ال 8 الرافضة الأخرى للقرار من جانب كل من كندا وجمهورية التشيك وإسرائيل وجزر مارشال وميكرونيزيا ناورو وبالاو وبنما، ومن بين ال 41 دولة التي امتنعت عن التصويت، نجد ألمانيا وألبانيا وأستراليا والبوسنة وبلغاريا وكرواتيا والجبل الأسود وكوريا الجنوبية ورومانيا وسلوفينيا. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد انتقد في القدس قرار التصويت في الأممالمتحدة، وقال إنه لن يغير شيئا على الأرض، واعتبر أن هذه الخطوة لن تدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية بل ستؤخرها أكثر، وكبديل للتصويت الأممي، اقترح نتنياهو على الفلسطينيين بدء محادثات السلام المباشرة دون شروط مسبقة، وقال إنه مستعد لاستئناف محادثات السلام فورا لبحث كل القضايا الجوهرية محل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وندّد نتنياهو بالخطاب الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة خلال جلسة التصويت، مؤكدا أنه خطاب »مليء بالدعاية الكاذبة«، وقال نتنياهو في بيان مقتضب أصدره مكتبه إن الأممالمتحدة استمعت إلى هذا الخطاب المليء بالدعاية الكاذبة ضد الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين، مضيفا أنّه ليس بهذه الطريقة يتكلم رجل يريد السلام، في إشارة إلى رئيس دولة فلسطين. وتباينت ردود الفعل الدولية على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس لصالح رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية إلى صفة دولة مراقب غير عضو، إذ اعتبره بان كي مون حدثا مهما، بينما رأت واشنطن فيه خطوة غير مجدية، ودعت لندن وباريس الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقد سارعت الولاياتالمتحدة التي صوتت ضد القرار، إلى التعبير عن أسفها لإقرار الوضع الجديد لدولة فلسطين في الأممالمتحدة، مؤكدة أن هذا التصويت مؤسف وغير مجد ويضع عراقيل أمام السلام، وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال منتدى في واشنطن انتهزته فرصة للتعليق فورا على القرار التاريخي للجمعية العامة، إن القرار يضع مزيدا من العراقيل أمام طريق السلام، معتبرة أن الطريق الوحيد لقيام دولة فلسطينية هو استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. يذكر بأنّ آلاف الفلسطينيين احتشدوا في ساحات الضفة الغربية قبل التصويت تعبيرا عن دعمهم للطلب الفلسطيني، كما خرجت مظاهرات مماثلة في قطاع غزة، ومع حصول فلسطين على التأييد لمشروعها، عمّت الأراضي الفلسطينية احتفالات واسعة، ومن الخليل حتى جنين عاشت مدن الضفة الغربية لحظات طويلة من الانتظار تخللتها احتفالات ومهرجانات خطابية تأييدا للرئيس عباس ومشروع القرار الفلسطيني، لينتهي اليوم الطويل بنتيجة ايجابية قدمت دفعه معنوية للشارع الفلسطيني والذي بات يتطلع لليوم الذي تصبح فيه فلسطيني دولة كاملة العضوية.