استفحال الظاهرة بشكل رهيب عبر المحاكم تنبأت أوساط حقوقية في تصريح خصت به ''البلاد'' باتخاذ الحكومة قريبا إجراءات تعزيزية في سلك القضاء لتشديد جريمة تدنيس العلم الوطني التي يسلط القانون الجزائري على مرتكبيها حاليا 10سنوات سحنا نافذا كأقصى حد وفق المادة 160مكرر من قانون العقوبات تزامنا واستفحال الظاهرة بشكل رهيب خلال الآونة وتمزيق راية المليون ونصف المليون شهيد. طفت بمحاكم العاصمة مؤخرا ظاهرة فريدة من نوع خاص صنفها رجال القانون من العقوبات الجنائية، لخطورتها على من اقترفها، كونها تمس مباشرة رموز الجمهورية والأخطر من ذلك تعدي الرعايا الأجانب جرم الإهانة للدوس على وطنية الجزائريين حسب ما أجمعت عنه مصدرنا. راية الاستقلال تمحى... لتدون جرائم المستعمر الغاشم أرجأت محكمة باب الواد قسم الجنح أول أمس فتح ملف تدنيس العلم الوطني المتابع فيه 5 متهمين وهم طلبة قسم نهائي بثانوية عقبة بن نافع بالعاصمة أرجئت إلى شهر أكتوبر الداخل وسط ترقبات إعلامية دقيقة بعد تفجير مدير التربية وسط للقضية في سنة 2008. وحسب مصدر مطلعة، فإن ملابسات القضية الحقيقية تعود إلى تاريخ 07/12/2008حيث عثر في ذلك اليوم مدير ثانوية عقبة نافع على ورقة رسم مكتوب ''يا ليتك فرنسا بقيت'' ليتم بعدها مباشرة التحري في مصدر هذه الورقة حيث أسفرت التحقيقات عن توقيف خمس طلبة تتراوح أعمارهم بين 81 و22 سنة قسم نهائي، والذين اعترفوا بدورهم أمام قاضي التحقيق بالجرم المنسوب إليهم بتاريخ الوقائع، حيث تغيبوا عن حصة مبرمجة للتدريس بالمؤسسة، واجتمعوا بأحد الأقسام للمراجعة، حيث تبادرت لديهم الفكرة، فأقدموا على إنزال لافتة كانت مثبتة بإحكام فوق السبورة، مكتوب فيها في الأعلى اسم المؤسسة تليها المقاطع الأولى من نشيد قسما ''تتوسطها الألوان الأحمر، الأخضر والأبيض للراية الوطنية، وقام المتهمون بترقيع اللافتة المصنوعة من القماش والمطرزة بالعلم الجزائري، باستبدالها بورق مقوى كتب عليها بالحرف الواحد ءزئ ءج ضةض يا ليت فرنسا بقيت'' حسب ما دونته ''البلاد'' من خلال ما ورد في الصورة المرفوقة بالملف الجزائي، وتم فضح وانكشاف خطة المتهمين الإجرامية وهم يحاولون إعادة تثبيت اللافتة من جديد بمكانها لكن بخط مغاير تماما، أحيلوا على إثرها مباشرة إلى مجلس التأديبي من طرف إدارة المؤسسة التربوية، ليتم فصلهم من الدراسة في آخر المطاف وإحالة ملفهم على هيئة القضاء للمحاكمة بعد إنهاء غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة إجراءاتها وقد أرجأت محكمة باب الواد أول أمس النظر في القضية إلى الشهر المقبل لتغيب أحد الشاهدين اللذان يملكان لغزها. وآخرون يجرونه... للخروج من المأزق أصدرت هيئة المحكمة أول أمس حكما يقضي بإدانة المتهمين (ق.ب) و(ب.ب) من مواليد 1989بعامين حبسا نافذا لكل واحد منهما لثبوت ارتكابهما الجريمة في قضية مماثلة بعد التماس وكيل الجمهورية عقوبة6 سنوات حبسا نافذا ضدهما. وقد نزل الحكم وسط استنكارات صارخة لعائلات المتهمين. أحدثت اضطرابات كبيرة في سير المحاكمة غدتها ردود أفعال الدفاع السلبية..توقفت خلالها الجلسة، لتستأنف بعد ربع ساعة.. يذكر أن وقائع القضية ارتبطت باحتفال مناصري الخضر بالعرس الرياضي بتاريخ 6 سبتمبر الجاري، إثر فوز المنتخب الجزائري على نظيره الزامبي بملعب تشاكر بالبليدة بنتيحة 1 مقابل 0، خرج بعدها المتهمون إلى الشوارع وهما على متن سيارتهما حاملين الراية الوطنية للتعبير عن ابتهاجهما بالفوز المحقق الذي يسمح للخضر باعتلاء الريادة والتأهل إلى المونديال. إلا أن فرحتهم لم تكتمل في ذلك اليوم المشؤوم، وهما عائدان إلى مقر سكناهم حيث وقعا في مأزق عبر الطريق الوطني وجدا أنفسهما عاطلين على مواصلة السير نتيجة تعطل المركبة وفي ساعة جد متأخرة من الليل (الثالثة والنصف صباحا) لم يجدا أثناءها من وسيلة سوى اللجوء إلى الراية الوطنية واستعمالها كحبل في جر سيارتهما المعطلة.. وضبطا في حاجز أمني بإقليم باب الواد وتم إيداعهما المؤسسة العقابية مباشرة بتهمة تدنيس العلم الوطني. رعايا صينيون ينظفون قذراتهم بدم المليون ونصف مليون شهيد جريمة تدنيس العلم الوطني، طالتها أيضا أيادي الرعايا الأجانب الصينيين خاصة بالجزائر، واعتبرها رجال القانون بوقائعها سابقة خطيرة في تاريخ الجزائر وعلى خلفية قضية العامل الصيني الذي ضبط من قبل الوكالة الوطنية للطرقات والمكلفة بمتابعة مشروع الطريق السيار شرق- غرب على مستوى ولاية معسكر وتحديدا بشرق دائرة المحمدية التي يتواجد بها مقر عمليتي لمجمع ''ستيك'' للشركة الصينية ضبط متلبسا بجرم تنظيف حذائه وقذارته بالعلم الوطني، ما تعد سابقة خارقة لاتفاقيات التواجد العمالي الأجنبي بالتراب الوطني وطعن في الثوابت الوطنية حسب ما تضمنه إجماع غالبية العمال الجزائريين. رعية صيني آخر، كان يعمل إطار بالشركة الصينية المكلفة بإنجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر بأولاد بن عباد بلدية سوق الثلاثاء بساحل ولاية تلمسان (47 سنة) أدانته محكمة الغزوات بتلمسان مؤخرا بشهر حبسا نافذا و5 أشهر أخرى مع وقف التنفيذ وغرامة تقدر ب50 ألف دينار لارتكابه الجرم المنسوب إليه بتاريخ 19مارس 2008حيث أقدم بعد شجار مع بعض العمال الجزائريين بنزع العلم الوطني وتدنيسه، حيث يعمل بالشركة، وكان وكيل الجمهورية قد التمس ضده عقوبة 18شهرا حبسا نافذا وغرامة 100ألف دينار، على غرار إدانة المهندس الصيني بعامين حبسا نافذا، بعدما ضبط متلبسا بتدنيس العلم الوطني في قاعدة حياة تابعة لشركة صينية مكلفة بإنجاز مشروع مد قنوان الصرف الصحي بالوادي، إلا أن المتهم استفاد من الافراج في أعقاب العفو الرئاسي المتزامن وذكرى الاستقلال المصادفة ل5 جويلية الفارط بعد استئنافه الحكم لدى مجلس قضاء بسكرة، بمدة لا تقل عن شهر واحد. وعلى الصعيد الطلابي نطقت محكمة تلسمان مؤخرا، ب3 أشهر حبسا مع وقف التنفيذ في حق سبع طلبة منهم طالب من اليمن وستة جزائريين، تمت متابعتهم بتهمة التجمهر غير المرخص والاخلال النظام العام وتدنيس الراية الوطنية والحرق العمدي لأملاك الإقامة الجامعية البشير الإبراهيمي التي تأسست كطرف مدني في القضية، وذلك بعد تسليط النيابة العامة عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا ضد كل منهم، نظرا لخطورة الوقائع التي تعود إلى بداية شهر جويلية المنصرم، حيث عرف الجناح رقم 14بالإقامة الجامعية البشير الابراهيمي صراعا ما بين الطلبة الجزائريين والفلسطينيين، توسع من صراع طلابي إلى صراع قبلي انتهى بحرق الفلسطينيين لجملة من غرف الجناح رقم 14مخلفا خسائر كبرية في مبنى الإقامة الجامعية وسط محاصرة الطلبة الجزائريين والذين هددوا خصمهم بالتصفية ولم يتم إخماد الفتنة إلا بعد تدخل مصالح الأمن، وقد رفعت مديرية الخدمات الجامعية إثره شكوى لدى قضاء محكمة تلمسان. غياب ثقافة مؤسسة رموز الدولة.. ولّد الأزمة تزامنا واستفحال ظاهرة قضايا تدنيس العلم الوطني بشكل رهيب خلال الآونة الأخيرة، أجمعت أوساط حقوقية في تصريح خصت به ''البلاد'' أن أسباب الظاهرة تعود بالدرجة الأولى إلى غياب ثقافة ما يسمى بمؤسسة رموز الدولة، فضلا عن نقص الوعي لدى أفراد الشعب الجزائري، وجهله للقانون الجزائري، حيث أبرزت في هذا الإطار أن الشاب الجزائري يدرك جيدا ما معنى إهانة العلم الوطني، بمجرد تمزيقه أو الكتابة عليه، أو استعماله لأغراض أخرى.. إلا أنه لا يفهم قانون العقوبات بمواده المنصوصة في شق تدنيس العلم الوطني مستدلة في ذلك على الشاب المتعلم أو المثقف إلا أن ثقافته محدودة في ذات المجال. وأشارت مصدرنا أن ما غدى مخلفات الأزمة الرسوب المدرسي الذي خلف بدوره ضحايا في سن مبكرة يعبرون عن رفضهم الس