أكّد «عدة فلاحي»، المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف أن هذا الأخير وجّه تعليمات إلى أئمة المساجد لتوعية المواطنين من خلال خُطب الجمعة بخطورة ما أصبح يسمى ب"إرهاب الطرقات" الذي يحصد يوميا 12 ضحية وفق إحصائيات رسمية. وتضمّنت التعديلات الجديدة على قانون تنظيم حركة المرور أقصى العقوبات في حق مرتكبي مختلف الجنايات، سواء تعلّق الأمر بأصحاب السيارات الخاصة أم وسائل النقل الجماعية، من خلال تسليط عقوبة تتراوح بين 5 و10 سنوات سجناً نافذاً كأقصى حد، وفرض غرامات مالية تتراوح بين 50 و100 مليون سنتيم، إلى جانب أحكام بالسجن النافذ، تتراوح بين سنتين و5 سنوات على جنايات القتل المُرتكبة في حوادث المرور من قبل أصحاب السيارات السياحية وغرامات مالية تتراوح بين 10 و20 مليون سنتيم. وقد قرّرت الحكومة من خلال وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تجنيد أئمة المساجد في حملة توعية أسبوعية لدعوة أصحاب السيارات ووسائل النقل الأخرى لاحترام القانون، وجرى التركيز على أن "مخالفة القانون حرام شرعا". وأوضح «عدة فلاحي»، المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف «بوعبد الله» في تصريحات أدلى بها لموقع قناة العربية أن المسؤول الأول في القطاع أعطى تعليمات للأئمة يحثّهم فيها على الأخذ بعين الاعتبار ظاهرة إرهاب الطرقات، وشدّد الوزير على أن الاستهانة بقوانين المرور التي تؤدي إلى إزهاق الأرواح تعد جريمة في نظر القانون وحرام في نظر الشرع. ورداً على الأصوات التي تنتقد مسألة إقحام المسجد في أمور السياسة، قال مستشار وزير الشؤون الدينية: دعوة الأئمة بالتحذير من خطر إرهاب الطّرقات يدخل في إطار استراتيجية الوزارة لترقية دور الإمام في تبنّي هموم المواطنين الدينية والدنيوية، فلا يستغرب أن يتطرّق الإمام لمثل هذه القضايا، كما تطرّق في الجمعة الأخيرة لخطر مرض الإيدز رغم أنه موضوع علمي. وبلغة الأرقام، فإن حظيرة السيارات في الجزائر حسب آخر الإحصائيات بلغت 5.5 مليون سيارة، فيما أكّد مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات «الهاشمي بوطالبي» في تصريحات صحفية سابقة أن 12 شخصا يموتون يوميا ويُصاب 117 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة يوميا نتيجة حوادث المرور بمختلف ولايات الوطن. وخلال النصف الأول من السنة الجارية، توفي ما لا يقل عن 2000 شخص نتيجة وقوع 20 ألف حادث مرور، حسب إحصائيات المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق. ودعا المتحدث وقتها إلى ضرورة إنشاء محاكم خاصة بمخالفات قانون المرور، فيما كشف أن الجزائر تصنّف في المرتبة الثالثة عالميا بعد المغرب وفرنسا من حيث عدد حوادث المرور، ففي عام 2007 فقط بلغ عدد الضحايا 4177 قتيلا. ولم يحسم الجدل بشأن المتسبب الرئيسي في حوادث المرور، إلا أن أصابع الاتهام تتجه دائما للإنسان، ثم يأتي مشكل اهتراء الطرقات، قبل مشكلة الاختلالات الموجودة في المركبات.