عرض المسرح الوطني الجزائري سهرة أول أمس، مسرحية “الفستان الأبيض” المقتبسة عن نص ل”راي برادبوري” بعنوان “البذلة البيضاء”. واختار المخرج هذا العمل الجديد الممثل عبد الكريم بربير في أول تجربة إخراجية له “تأنيث” القصة التي كان أبطال نصها الأصلي الذي سبق أن قدمه المسرح الوطني أربع شبان في تنافس على البذلة البيضاء بينما يقدم العمل الجديد أربع فتيات يحلمن بفستان الأبيض. وقال عن اختياره نص سبق أن قدم من قبل كبار المسرح من أمثال بن ڤطاف ومحمد فلاڤ والراحل سيساني، إنه أحب هذه المسرحية من أول عرض لها وهو صغير، وتمنى أن يعيد تقديمها في يوم ما وهذا ما تحقق. وأضفى المخرج على النص الذي أعاد كتابته ياسين زايدي عن امحمد بن ڤطاف؛ الروح الكوميدية على المسرحية من خلال أربع فتيات يمثلن نماذج مختلفة للمجتمع يحاولن الخروج من دائرة التهميش والأوضاع المزرية بتغيير شكلهن الخارجي. وتتفق الفتيات على الاشتراك في شراء فستان أبيض أنيق والتناوب على ارتدائه لتغيير نظرة المجتمع لهن. واحتفظ المخرج بموضوع النص العالمي الذي فضح فيه صاحبه النظرة السطحية للمجتمع الذي يقيم الناس بناء على المظهر وليس الجوهر. وأوضح المخرج هنا “أردت من خلال تغيير الأبطال إلى فتيات تأكيد أن وضعية المرأة في المجتمع لا تختلف عن وضعية الرجل، حيث إنها تعاني مثله من تلك النظرة المجحفة لحقها ومكانتها”. وقال أيضا حاولت تقديم صورة صادقة وجريئة عن الوضع إنه الذي تعيشه بعض النساء في المجتمع الجزائري من خلال حالات فتيات مهشمات بدون مأوى ولا عمل معرضات لنفس الآفات التي يعاني منها الرجل. ورغم اعتماد المخرج على المشاهد “الكوميدية” التي تجاوب معها الحضور وأيضا على الحركات الخفيفة واستعمال لغة الشباب البسيطة وبعض العبارات المتداولة بين فئة من الشباب؛ إلا أن الأداء لم يملئ الفراغات على الركح، كما أن الحوار يفتقر إلى العمق. وأرجع بعض الحاضرين سبب ذلك إلى غياب الجمهور الذي لم يتجاوز بعض العشرات، مما أثر نوعا ما، حسبهم، على أداء الممثلين. من ناحية أخرى، سيتواصل عرض المسرحية بجولة إلى ولايات الغرب الجزائري منها تلمسان وسيدي بلعباس و”مغنية” ابتداء من ال 22 ديسمبر الجاري. وسيقوم المخرج عبد كريم بيربر بتقديم “مونولوغه” الجديد “كل شي على ما يرام” يوم الأحد المقبل بدار الثقافة في “القليعة” بمناسبة اختتام أيام “المونولوغ” لمدينة تيبازة.