طرح نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، تنازلات وصفها ب”التسوية التاريخية”، وذلك في ظل تزايد الحديث عن قرب سقوط نظام بشار الأسد المحاصر. وقال في حديث صحفي إنه يطرح تسوية تتضمن “وقف كل أشكال العنف وحكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة”. وتعهد بأن تتم التسوية برعاية دول إقليمية أساسية وأعضاء مجلس الأمن”، ولم يوضح الشرع دور الأسد سوى تلميحات بان صلاحياته ستقلص لصالح لحكومة وحدة وطنية. واعترف الشرع بأن نظام الرئيس بشار الأسد وكذلك المعارضة غير قادرين على حسم الأمور عسكريا في الصراع الدائر في سوريا منذ 21 شهرا. وقال إن “ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق الحسم المطلوب.. لا أحد رابح في هذه الحرب.. لا نحن ولا أنتم.. الحوار هو الحل والمنفذ الوحيد”. وكرر أن كلا من النظام ومعارضوه غير قادر على حسم الأمور عسكريا في النزاع المستمر منذ 21 شهرا، داعيا إلى ما سمّاه “تسوية تاريخية”، ووقف العنف، وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح الشرع في حوار لصحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من النظام السوري أنه “ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكرياً، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسماً”. ودعا الشرع إلى بناء الثقة بين أطراف الأزمة وقال إن “الحل يجب أن يكون سوريا ولكن من خلال تسوية تاريخية تشمل الدول الإقليمية الأساسية ودول أعضاء مجلس الأمن. هذه التسوية لابد أن تتضمن أولاً وقف كل أشكال العنف، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون ذات صلاحيات واسعة”. وحول الوضع على الأرض، قال الشرع “إن تراجع أعداد المتظاهرين السلميين أدى بشكل أو بآخر إلى ارتفاع أعداد المسلحين.. صحيح أن توفير الأمن للمواطنين واجب على الدولة، لكنه يختلف عن انتهاج الحل الأمني للأزمة. ولا يجوز الخلط بين الأمرين”. من ناحية أخرى، عرضت تركيا مؤخراً على روسيا خطة جديدة لإجراء انتقال سلمي للسلطة في سوريا اعتبرتها روسيا “مبتكرة”، كما أوردت صحيفة تركية الاثنين. وبحسب هذه الخطة، يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2013، ويتسلم السلطة لمرحلة انتقالية الائتلاف الوطني الذي اعترفت به نحو 100 دولة ومنظمة من “أصدقاء الشعب السوري” الأسبوع الماضي ممثلاً شرعياً للشعب السوري. وعرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هذه الخطة في الثالث من ديسمبر الجاري على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة قام بها إلى اسطنبول، ووجدها الأخير “مبتكرة” بحسب صحيفة “راديكال”. وفي تطور آخر، طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل والمؤيدة للنظام السوري، أمس، بشار الأسد ب”الاعتذار” عن قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، واصفة هذا القصف ب”العمل الإجرامي”. وتعد هذه المرة الأولى التي تنتقد فيها الجبهة الشعبية القيادة العامة، النظام السوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا حيث تتخذ مقرا لها.