وهران/ حسناء شعير لاقى فيلم “مريم” للمخرج السوري الفلسطيني باسل الخطيب المصير نفسه في مهرجان وهران بعدما تعرض للمنع في مهرجان دبي السينمائي الأخير، وذلك رغم حديث محافظة التظاهرة ربيعة موساوي مطلع هذا الأسبوع عن أنه لن يتم الاعتراض على أي عمل بناء على مضامينه السياسية. وكان مقررا أن يعرض هذا الفيلم مساء أول أمس ب”قاعة السعادة” لأول مرة أمام الجمهور وضيوف الدورة السادسة خارج المنافسة الرسمية. وإن كان منظمو مهرجان وهران لم يعطوا سببا إلى حد الساعة عن سبب “المنع” أو “الحجب” أو حتى “التأجيل”، كان مهرجان دبي أوضح أن استبعاد ثلاثة أفلام سورية من بينها “مريم”، يعود إلى أن مواقف صانيعها الفنية جاءت منفصلة عن الواقع السوري، مضيفا “عندما استقبلت مجموعة من الأفلام السورية، بما فيها الأفلام التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما، فقد نظر إليها بداية باعتبارها نصوصا سينمائية لصانعيها، تتضمن خطابها وقولها وأفكارها ورؤاها، وتذهب إلى ما تريد تقديمه بصدد الواقع السوري المعاصر، بما يحمل من تعقيدات دامية”. ويروي فيلم “مريم” لمخرجه باسل الخطيب، هو زوج مديرة مؤسسة الإنتاج الدرامي التابعة للنظام السوري ديانا جبور، قصصا عن ثلاث نساء سوريات يحملن اسم “مريم” تتشابك مصائرهن مع حروب ومنعطفات تاريخية شهدتها سوريا على امتداد قرن من الزمن. ويشارك في بطولته كل من سلاف فواخرجي، ديما قندلفت، ميسون أبو أسعد، عابد فهد، وأسعد فضة. في السياق ذاته، عرض بقاعة سينما “المغرب” الفيلم السوري “الشراع والعاصفة” لمخرجه غسان شميط والذي يدخل ضمن المنافسة الرسمية في صنف الأفلام الطويلة. وترتبط قصة العمل بالحرب العالمية الثانية ومقتبسة عن رواية للأديب السوري حنا مينا، وترجم فيها المخرج فيها مجموعة من المتناقضات الجماعية والفردية بالاعتماد على الرمزية كوسيلة لإسقاط مضمون الفيلم الذي يقف عند فئة من الشعب السوري الذي خاض معارك قاسية انتهت بنيله الاستقلال الكامل عام 1946 . وفي هذه الفترة يبرز أبطال شعبيون كل يتحدى العاصفة والمتغيرات الجوية بطريقته. وكان بطل القصة النجم السوري جهاد سعد في دور “أبو زهدي” الشهير ب”الطروزي”، حيث يقاوم شوقه الكبير لحبيبته باعتلاء أمواج البحر والابتعاد عن صخب مدينته، فيدخل في مواجهة مع عاصفة بحرية هوجاء كادت تودي بحياته بعدما واجهها لإنقاذ حياة أصدقائه الصيادين، ولكنه نجا بنفسه رفقة آخر بعدما تمكن البحر الهائج من البقية. من ناحية أخرى، أوضح مخرج العمل أن فيلمه الذي شارك فيه نخبة من الممثلين منهم زهير رمضان وهدى شعراوي وزهير عبد الكريم، يصلح لأن يكون إسقاطا على ما تمر به سوريا اليوم، ويرمز إلى حد بعيد إلى مقاومة الشعب السوري وتحديه للمتغيرات التي تشهدها المنطقة. وراح بطل الفيلم جهاد سعد يدافع عن دوره، الذي لم يرق للكثيرين، موضحا أنه تقمص الشخصية بصدق وبذل فيها قصارى جهده. كما كانت “السينماتيك” قبلة لمشاهدة ثلاث أفلام قصيرة ضمن المنافسة الرسمية وهي الفلسطيني “البلح المر” لجهاد الشرقاوي والمغربي “اليد اليسرى” لفاضل شويكة والسوري “الطريق” لرسلان شميط، بينما كان أبرزها فيلم “اليد السيرى” الذي يحكي قصة طفل يستخدم يده اليسرى في قضاء حاجاته وكل تصرفاته، وهو ما كان يزعج والده إلى درجة صار يضربه في كثير من الأوقات على تلك اليد إلى أن فقدها يوما نتيجة حادث. وهنا اقتنع الوالد بتصرفات ابنه ولكن بعد فوات الأوان.