بدأ العد التنازلي لانطلاق الطبعة الثانية لمهرجان الفيلم العربي، الذي تحتضن فعالياته للسنة الثانية على التوالي الباهية وهران، في الفترة الممتدة من 26 جوان الجاري إلى 3 جويلية المقبل، وتعد الطبعة الجديدة للتظاهرة بالكثير، وتنتظر حضور العديد من الوجوه الفنية العربية ومشاركة أكثر من 27 فيلما عربيا وأربعة جزائرية بين طويلة وقصيرة. أولى هذه الأفلام التي تندرج ضمن القائمة التي ستدخل حلبة التنافس لنيل جوائز المهرجان، فيلم "الجزيرة" للمصري شريف عرفة، الذي تدور أحداثه في الصعيد المصري، من خلال شخصية منصور الحنفي الذي يرث عن والده السلطة والمال، وأيضاً تجارة المخدرات وزراعتها في جزيرة تسود فيها قوانين خاصة، العمل من نوع "الأكشن" يشارك فيه الفنان أحمد السقا الذي من المنتظر أن يكون من بين ضيوف المهرجان، وكذا الفنانة هند صبري. من مصر دائما، يشارك كذلك فيلم "جنينة الأسماك " ليسري نصر الله، بمشاركة عمر واكد وهند صبري أيضا، هذا العمل الذي عرف عند عرضه بمصر فشلا كبيرا ونقدا لاذعا رغم نجاحه في أوربا، يروي قصة يوسف طبيب التخدير الناجح الذي ينام دائماً في سيارته سعياً وراء الخصوصية، وليلى المذيعة المشغولة بالنجاح المهني لبرنامجها الإذاعي الذي يبث على المباشر وتترك الحرية للمتّصلين للبوح بأسرارهم الحميمية، الاثنان ينتميان إلى نخبة المجتمع القاهري. ويشارك من تونس فيلم "الحادث" لفريد فرشيو في منافسة الأفلام الطويلة، وقد أثار هذا الفيلم جدلا كبيرا في تونس لتناوله سلوك رجال أمن وعلاقاتهم بالمواطنين، وكذا لضمّه العديد من المشاهد الجنسية الجريئة، الشيء الذي دفع الرقابة إلى منع عرضه قبل أن يفرج عنه بعد حذف العديد من المشاهد، ويتناول الفيلم حكاية سائق تاكسي "فارس" وهو شاب ذو مستوى تعليمي عال، تعترض طريقه سيدة جميلة وغريبة أثناء عودته من مستشفى الولادة برفقة زوجته ومولوده الجديد، وتطلب السيدة من السائق نقلها إلى مكان ما، وعكس ما كان يتوقّع السائق تتحوّل حياته إلى جحيم، خاصة بعد تعرّض السيدة لحادث مرور في سيارته، هذه الحادثة يكون لها تأثيراتها الكبيرة على حياته، وينسى السائق بعد هذه الحادثة زوجته التي كانت ترافقه في التاكسي ومولوده الجديد الذي اختار له اسم والده. أمّا سوريا فتشارك بفيلم "الهوية" لمخرجه غسان شميط، الحاصل على الجائزة الكبرى في مهرجان تطوان بالمغرب أفريل الماضي، ويتناول الفيلم معتقد "التقمّص"، حيث يؤدي فيه قيس الشيخ نجيب، دور شاب ينتحر ثم تعود روحه للولادة في عائلة جديدة، وعندما يسمع خبر أحد الأشخاص تعود به الذاكرة إلى جيله الماضي، ويتذكّر أنّ الشخص هو والده من عائلته الأولى ويبدأ رحلة البحث عنه. فيلم "خارج التغطية" هو ثاني عمل تشارك به سوريا لصاحبه عبد اللطيف عبد الحميد، الذي خرج من مهرجان القاهرة، دبي وروتردام خالي الوفاض، ولم يحظ إلاّ بالبرونزية من مهرجان دمشق السينمائي، ويتناول العمل قصة الصديقين عامر وزهير، إذ يزجّ بزهير ظلما في السجن لمدّة عشر سنوات، وفي تلك الفترة يهب عامر وقته وحياته لزوجة صديقه الغائب وابنته ويتفانى في تلبية طلباتهما. لبنان هي الأخرى تلج المنافسة بعملين، الأوّل "خلص" للمخرج أبرهان علوية، وهو العمل الذي أثأر هو الآخر استياء كبيرا وجدلا بعد فوزه في مهرجان دبي الأخير بجائزتي السيناريو والمونتاج، بسبب مستوى الفيلم الذي وصف بالرديء، حسب ما تناقله النقاد والذي لا يستحق حسبهم - أن يكون فيلم مهرجانات، في حين وصفه آخرون بأنه ميلودراما شيوعية ببهارات المأساة اللبنانية، ويتطرّق الفيلم إلى حكاية أحمد وروبي، الحالمين بعالم أفضل واللذين تحبط الحرب آمالهما، يتحوّلان إلى قاتلين يبحثان عن انتقام لا يقل مأسوية ووحشية عن مشاهد الحرب المروعة. ثاني عمل تشارك به لبنان هو "تحت القصف" لفيليب عرقتنجي الذي افتك جائزة المهر الذهبي من مهرجان دبي السينمائي كأحسن فيلم طويل، ويحكي الفيلم رحلة أم ومعاناتها إبان الحرب وهي تجوب الجنوب بحثا عن ابنها وشقيقتها، وذلك بمساعدة سائق التاكسي طوني، لتبدأ بينهما قصة حب قوية. البحرين من جهتها تشارك بعملين أيضا هما " في انتظار بزوليني" لحسين عباس الحلبي، وفيلم "أربع بنات". أمّا المغرب فتشارك "بقلوب تحترق" لأحمد المعنوني الذي انتزع الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم المغربي في طنجة السنة الماضية، بعد معالجته لإشكالية الطفولة المعذبة. وتدخل الجزائر المنافسة بعملين هما "ايروان" لإبراهيم تساكي وإنتاج بلقاسم حجاج، وهو الفيلم الوحيد الذي أنتج في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" المشارك في المهرجان، أمّا ثاني فيلم فهو لعامر بهلول و"مغرب فيلم" بعنوان "كندي" بمشاركة كل من سيد أحمد أقومي، حسان بن زيراري وكريم بوحشيش... وتدور أحداث الفيلم بكورنيش مدينة جيجل بالشرق الجزائري وبطلها محافظ الشرطة كيندي الذي يحاول فكّ ألغاز جرائم قتل متعدّدة حدثت في 24 ساعة من الزمن.. عاشور، رمضان، بورايس والمحافظ مقران، وكذا الدكتور تركي والطفلة بسمة أسماء وشخصيات متعدّدة تدور في محيط القصة وتصنع حركيتها في نهاية غير منتظرة يكتشف فيها المفتش كيندي أسرار الجرائم ويفكّ خيوط القضية. كلّ هذه الأعمال ستعرض تحت أعين لجنة تحكيم يترأسها الفنان السوري دريد اللحام ويشكّل أعضاءها كلّ من الفنانة الجزائرية بهية راشدي والمصرية إلهام شاهين، والإماراتي مسعود أمر الله آل علي، وكلوديا مارشينيان من لبنان، والفنان المغربي محمد مفتاج، والمخرج عرفان رشيد من العراق. أمّا قائمة الأفلام القصيرة فتضمّ 14 فيلما قصيرا يضاف إلى الاثني عشر فيلما طويلا المذكورة وهي "مرايا الصمت" من الإمارات، "أنا جاهز" الأردن، "إيدين نظيفة" مصر، "عشاء" البحرين، "إقامة بلانغ بلانغ" جزر القمر، "مونولوغ" سوريا، "عرفات وأنا" فلسطين، "ذاكرة لا تفضي" سلطنة عمان، "لحن جنائزي" المغرب، "سوسن ونقطة" لبنان، "شمعة لمقهى الشهبندر" العراق، "السمكة الغريقة" تونس، وأيضا "مهملات" الكويت، وتشارك الجزائر بفيلم قصير وحيد بعنوان "أختي". ويقود لجنة تحكيم الأفلام القصيرة المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، خلفا لنوري بوزيد الذي اعتذر في آخر لحظة، وتضمّ اللجنة كلا من فاطمة الزهراء زعموم، طارق الشناوي، فجر يعقوب، وجورج نصر. وخارج المنافسة سيشهد المهرجان عرض خمسة أفلام أخرى هي فيلم "طباخ الريس" و"الكيت كات" من مصر،"جنون" و"التلفزة جاية" من تونس و"الأجنحة المنكسرة" من الجزائر. الطبعة الجديدة التي ستكرم هذه السنة كلا من الفنانة السورية منى واصف والمخرج الراحل مصطفى العقاد، لما قدّمه من رائعة "الرسالة" إلى "عمر المختار"، والمخرج الجزائري أحمد راشدي، والنجم العربي محمود عبد العزيز من مصر، ستشهد حضور عدد من الوجوه الفنية منهم من يزور المهرجان للمرة الثانية على التوالي على غرار نيلي كريم من مصر، بسام كوسا وصباح الجزائري من سوريا، هذا إلى جانب الفنان محمود ياسين الذي سيكرّم للمرة الثانية بعد أن تمّت استضافته وتكريمه في إطار الفنك الذهبي، خالد النبوي، خالد زكي، داليا البحيري، داليا مصطفى، وشريف سلامة من مصر، بالإضافة إلى أمل عرفة وزوجها عبد المنعم عمايري، عباس النوري وجمانة مراد من سوريا، ومن الكويت داود حسين وإبراهيم سعد الحربي، من البحرين هيفاء حسين، من لبنان برناديت حديب وأنطوان كرباش وأحمد الزين، من المغرب عز العرب كغاط وأمال ستة، أحمد المعنوني وسعيد ولد السيد، ومن تونس رشيد فرشيو وسناء كسوس. ستكون الطبعة الثانية للمهرجان مفتوحة على النقاش عبر عدّة ندوات حول النقد السينمائي يديرها السينمائي جمال الدين حازورلي، وأخرى حول الراحل مصطفى العقاد وتحديات السينما العربية يديرها الناقد السوري رفيق الصبان بمساهمة نخبة من الأسماء السينمائية العربية.