حل ظهيرة الاربعاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالجزائر في زيارة رسمية ، حيث كان في استقباله في مطار هواري بومدين الدولي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رفقة كبار مسؤولي الدولة. واستعرض الرئيسان تشكيلات شرفية من الحرس الجمهوري، ثم جمعهما لقاء قصير في القاعة الشرفية قبل الانطلاق إلى وسط العاصمة، وبالضبط ساحة صوفيا، حيث تسلم هولاند مفاتيح العاصمة بشكل رمزي من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي عبد الحكيم بطاش. ليحظى هولاند وبوتفليقة باستقبال شعبي كبير على الساعة لثانية تقريبا حيث ترجلا لتحية المستقبلين على طول الواجهة البحرية للجزائر الوسطى، وسط حضور إعلامي وطني ودولي مكثف. وقد تبادل الرئيسان أحاديث مع المستقبلين وسط طلقات البارود من الفرق الشعبية والزغاريد والهتافات، حيث تفاعل الجمهور الحاضر، الذي حمل بعضه الأعلام الفرنسية والجزائرية، مع الرئيسين بهتافات تحمل دلالات مثل "وان تو ثري فيفا لالجيري"، أو "الفيزا مسيو هولاند"، خاصة من قبل الشباب الذي لم يتوقف عن التعليق والهزل حتى مع البعثة المرافقة للرئيس الفرنسي. وقد رافق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر، زيادة على صديقته، عدد كبير من المسؤولين ورجال الإعمال والإعلام والفن الفرنسيين، ما يؤشر على الأهمية الكبيرة التي اكتستها الزيارة، وعزم الإدارة الفرنسية على فتح صفحة جديدة مع الجزائر تضع حدا لسنوات من الفتور والتوتر. وسيوقع الرئيس الفرنسي رفقة بوتفليقة على عدة اتفاقيات تعاون وشراكة في مختلف المجالات. كما ستجمعهما مباحثات معمقة حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها الأزمة في مالي وسوريا، ومكافحة الإرهاب.. وعرف الاستقبال الشعبي للرئيس الفرنسي حضورا أمنيا مكثفا، حيث تمركز عشرات القناصة من الأمن الوطني على شرفات المباني للتأمين والمراقبة. كما انتشرت عناصر الشرطة بالزي المدني وسط الحشود الحاضرة لتفتيش كل المقتربين من مكان الاستقبال. وتم قطع مختلف الطرق المؤدية إلى الواجهة البحرية قبل ساعات من وصول الرئيسين، ما سبب اختناقات مرورية كبيرة في بعض شوارع العاصمة. يذكر أن آلاف المواطنين ومن مختلف الولايات قد توافدوا منذ ساعات الصباح إلى وسط العاصمة لحضور الاستقبال الشعبي لبوتفليقة وهولاند، إذ جند بعض رؤساء البلديات والجمعيات ومدراء بعض الإدارات مئات الحافلات لحشد أكبر عدد ممكن من المستقبلين، وزودوهم بالأعلام الفرنسية والجزائرية. ويختتم فرنسوا هولاند اليوم زيارته للجزائر بعد أن يلقي صباحا كلمة أمام نواب البرلمان بغرفتيه بقصر الأمم بنادي الصنوبر، ثم يتدخل في اللقاء الاقتصادي الجزائري الفرنسي، ليتوجه بعد الظهيرة إلى ولاية تلمسان حيث سيلقي كلمة بجامعة أبو بكر بلقايد. وفي المساء يقيم على شرفه الرئيس بوتفليقة مأدبة عشاء. أنس.ج على هامش الزيارة .. عمال البلديات في استقبال هولاند عاشت الساحات العمومية بالقرب من البريد المركزي، توافدا كبيرا من المواطنين من مختلف الولايات، إلا أن أبرز ما يمكن ملاحظته هو موظفو بلدية بلوزداد الذين كانوا يرتدون قبعات بألوان الراية الوطنية. والغريب في الأمر أن أغلبهم كانوا من النساء وكبار السن، حيث علق الفضوليون على الظاهرة "حتى عاملات النظافة “سيال" توزع المياه قامت شركة توزيع المياه "سيال"، أمس، بتوزيع أكياس من المياه الصالحة للشرب، حيث كانت متواجدة بساحة البريد المركزي حوالي أربع عربات تابعة للمؤسسة تقوم بتوزيع المياه على كل الحاضرين بمن فيهم رجال الحماية المدنية الذين كانوا منشغلين بإطفاء ألسنة اللهب التي اجتاحت مبنى البريد المركزي. حراسة أمنية مشددة وطرق مغلقة تم أمس إغلاق العديد من الطرق والشوارع منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، تحضيرا لزيارة الرئيس الفرنسي هولاند، من خلال منع رجال الأمن أي شخص مهما كانت هويته من دخول تلك الأزقة، ما أثار استياء سكانها وجعلهم يدخلون في ملاسنات مع رجال الأمن، لتزداد حدة التعزيزات الأمنية أثناء تواجد الرئيس بوتفليقة رفقة نظيره الفرنسي في شارع زيغود يوسف لتحية الجماهير التي كانت متواجدة على حافة الطريق. صور تذكارية في الساحات العمومية اغتنمت العديد من العائلات فرصة الأجواء التي سادت أمس الساحات العمومية بالجزائر العاصمة، خاصة ساحة البريد المركزي، بالنظر للحريق الذي شب بالمبنى، لتلتقط صورا تذكارية لن تنسى بالتأكيد، خاصة بالنسبة للذين يزورون لأول مرة الجزائر العاصمة، خاصة الشبان والعائلات التي قدمت من عديد مناطق الوطن. مسارح في الهواء الطلق كادت أن تتحول شوارع العاصمة أمس الأربعاء إلى مسرح للهواء الطلق، أو للفنون الفلكلورية والرقص والغناء بمختلف طبوعه، خاصة مع الأجواء التي صنعها الشباب القادم من منطقة أولاد نايل، كما اكد لنا أحد الشباب، بالإضافة لأبناء العاصمة الذين ألهبوا حماس الجماهير الحاضر بأغاني الملاعب تارة وأغاني وطنية تارة أخرى على غرار "وان تو ثري فيفا لالجيري".