هب أمس الأول الآلاف من الجزائريين من مختلف ولايات الوطن إلى مطار هواري بومدين لاستقبال البطل الأولمبي توفيق مخلوفي، الذي حول دقائق من وصوله بهو القاعة الشرفية الى عرس وطني تحت الهتافات والألوان الوطنية، فيما فضل المئات من الحاضرين الإفطار بالمطار لتحيته، حسب ما رصدته “الفجر” بعين المكان .وأهدى مخلوفي تتويجه للمليون ونصف مليون شهيد وكل الأمة العربية والإسلامية. جزائريون يفضلون الإفطار بالمطار لتحية مخلوفي لم يمنع عناء الصيام والحر الشديد الآلاف من الجزائريين من التنقل إلى مطار هواري بومدين لاستقبال البطل الأولمبي وذلك من مختلف الولايات حسب ما كانت تدل عليه لوحات ترقيم السيارات بموقف المطار الذي اكتظ عن آخره، فيما فضل معارف البطل مخلوفي وأصدقاؤه وجيرانه تناول وجبة الإفطار بموقف مطار هواري بومدين ليس لسبب إلا لتحية بطلهم توفيق لاسيما وأنه تحدى الإعلام البريطاني برفع راية الجزائر فوق سماء لندن يقول مجيد أسفور ل “الفجر”، أحد جيران العداء. كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء وكانت الجماهير القادمة من مختلف المناطق إلى بهو القاعة الشرفية تزداد إلى غاية الساعة العاشرة ليلا، توقيت وصول الطائرة المقلة للفوج الأخير من الوفد الجزائري المشارك في أولمبياد لندن. “وان.. تو.. تري فيفا مخلوفي” تدوي سماء المطار في حدود الساعة العاشرة و15 دقيقة وبكل تواضع دخل البطل توفيق مخلوفي إلى القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين تحت دوي “قسما” تارة و”ووان تو تري فيفا مخلوفي” تارة أخرى تتخللها صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خاصة وأنه وفر كامل الإمكانيات، حسب تصريحات الوفد. وكان في استقبال البطل والداه ووزير الشبيبة والرياضة الهاشمي جيار الذي كان مضطربا وعلى غير عادته وسط حضور مكثف للإعلام الوطني والأجنبي. كان الوصول إلى مخلوفي أو مصافحته شبه مستحيل نظير التدافع الشعبي، ما أدى إلى فرض سياج أمني على محيطه ورغم ذلك إلا أن الجماهير اخترقت الحاجز وراحت تهتف بحياة مخلوفي وتصافحه وتتسارع لأخذ صورة تذكارية معه ولم يستطع العداء البطل الخروج من بهو المطار على متن سيارة “بي أم كابريولي” جابت به أحياء العاصمة إلا بصعوبة كبيرة. مخلوفي: “أنتم الذهب ولقبي هدية للشهداء” في تصريحات مقتضبة امتزجت فيها الدموع بالفرحة ردد بطل الجزائر توفيق مخلوفي العديد من العبارات منذ أن حطت قدماه أرض الوطن ومن بين ما قاله البطل ووصل مسامع “الفجر” بعين المكان “أنتم الذهب ولقبي لكل الشهداء”. كما قال البطل مازحا مع مجموعة من تلاميذ ثانويات العاصمة الذين جاؤوا لاستقباله “لو كنت أعرف فرحتكم هذه لجلبت الميدالية قبل الأولمبياد”. ومن تصريحات بطل أولمبياد لندن في سباق 1500 متر “هذا أغلى ما يمكن أن أهديه لوطني الذي ضحى من أجله الشهداء وكذا للعرب كلهم”. “كابريولي” تجوب ببطل الجزائر أحياء العاصمة وفي حدود الحادية عشرة ليلا، غادر توفيق مخلوفي على “بي أم دابليو كابريرولي” المطار أمام آلاف الأنصار، ما شكل صعوبة نوعا ما للوفد الأمني لاسيما وأن العشرات من السيارات أرادت متابعة مساره نحو ساحة البريد المركزي وساحة أول ماي، إلى جانب ساحة الشهداء وساحة بور سعيد وديدوش مراد. وكان مخلوفي يتوقف برهة ليتبادل أطراف الحديث مع عشرات المواطنين ويلتقط صورا تذكارية معهم. رشيد حمادو
والدة توفيق: “الحمد لله أنجبت بطلا للجزائر” قالت والدة توفيق مخلوفي والدموع تملأ عينيها ببهو مطار هواري بومدين إنها تعيش سعادة لا مثيل لها منذ تتويج فلذة كبدها توفيق باللقب الذهبي. وقالت المتحدثة لجموع الصحفيين وهي ترفع يديها إلى السماء “الحمد لله أنجبت بطلا للجزائر، شرّف ألوانها بإنجلترا”. جيار: “هدية مخلوفي لا تقدر بثمن” وصف وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، في تصريح صحفي بمطار هواري بومدين العداء ببطل الجزائر وقال إن توفيق مخلوفي المثال الذي ينبغي على رياضة النخبة الاقتداء به، مضيفا أن هذا الإنجاز رسالة واضحة للعمل الدؤوب والاجتهاد المتواصل. وأكد المسؤول الأول عن أحوال الرياضة بالجزائر أن الميدالية الذهبية التي منحها مخلوفي للجزائر هدية لا تقدر بثمن. بنيدة مراح: مخلوفي مفخرة القوى الجزائرية عبرت نورية بنيدة مراح، بطلة أولمبياد سيدني، عن فخرها بالإنجاز الذي حققه مخلوفي وقالت في هذا الصدد “مخلوفي مفخرة ألعاب القوى الجزائرية، أشكر جزيل الشكر العداء الذي مثل الجزائر أحسن تمثيل في الوقت الذي عادت فيه الرياضات الأخرى فارغة اليدين”.