ابنة ساقي الشاي المتجول التي خطفت يوم الأربعاء تزامنا مع زيارة هولاند للجزائر، عُثر عليها بمقبرة سيدي عبد الله جثة منزوعة الأحشاء، والمأساة، مأساة شيماء ذات الثماني سنوات ومأساة جزائر ذات الخمسين عاما من "الاستغلال"، أكبر من انفلات وفراغ أمني ألم حتى بعاصمة البلاد، ولكنه انهيار اجتماعي مسّ الصمام العقائدي لمجتمع حاصروا فيه مساجده وصلاته وصلته بربه، فكانت النتيجة أن أصبح القتل هواية يمارسها من ضاق بهم وجودهم وتاه بهم زمنهم المؤثث والملوث بكل أنواع المخدرات والمسكنات السياسية والاجتماعية والدينية.. شيماء ليست القتيلة الأخيرة، لكن ما يميز نحرها عن السابقين والقادمين من مشاريع قنص، أن قتلتها لم يترصدوها عند باب مدرسة أو شارع مهجور، ولكن من فراشها ومن بين أحضان أمها، طرقوا باب منزلها وبمجرد أن فتحت جروها كأي شاة عاجزة أمام ملأ الأمن وملأ الكاميرات وملأ الضجيج الرسمي الذي شغلته زيارة فرنسوا هولاند عن أي مذابح اجتماعية عارضة يمكن أن تؤثر على السير الحسن لمسار أن رئيس فرنسا ببيتنا وبشوارعنا وببرلماننا.. المسؤول الأول والأخير عن مقتل الطفلة شيماء، بتلك الطريقة الاستعراضية التي فضحت غياب دولة وغياب إنسان، ليس إلا "هولاند" عظيما ومعبودا سخرت له الحكومة المضيافة كل إمكانيات الراحة، حيث الزمن توقف والحياة توقفت والأمن توقف، ووحدها فرنسا كانت الحدث، أما الشيماء وزمرة باعة الشاي في الشوارع المختنقة، فإن دولة الأمن المستتب شغلها "هولاند" عن تأدية مهامها.. قتلت شيماء والأصح "نحرت"، والنتيجة، ليست في إجرام اجتماعي أصبح مستتبا في وطن الأمن والأمان، ولكن في هولاند معبود قبل أن يغادرنا محملا بالجياد البربرية وبعهود وعقود اقتصادية كبيرة، بلغه أن جزائر العزة والكرامة التي "عبدته" ثماني وأربعين ساعة قد حظي بقربان يدعى "شيماء" خُطف يوم دخل الجزائر ونُحر يوم غادرنا إلى غير رجعة و«اعتذار".. فهل كان يجب أن تقتل شيماء يا هولاند؟