اتهم بعض المنتخبين من المجلس الشعبي البلدي لوهران المير نور الدين بوخاتم بانتهاك صارخ لمواد ونصوص القانون البلدي من خلال إقدامه على تشكيل بعض اللجان دون استشارة بقية المنتخبين، ولا حتى ترسيمها عن طريق مداولات قانونية. وهو الإجراء الذي جعل اغلب المنتخبين والأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات الفارطة تثور ضد منتخبين آخرين محسوبين على الأفلان وتتهمهم بالعمل لصالح بعض المقاولات والمؤسسات على حساب مصلحة المواطنين وشؤون المدينة! أثارت عملية إقبال رئيس المجلس الشعبي البلدي لوهران، عشية أول أمس، على تشكيل لجنتين دون مشاورة ممثلي الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات المحلية الأخيرة، غضبا واسعا وسط العديد من المنتخبين المحليين الذين قرروا توقيف محادثاتهم مع المير بخصوص عملية تشكيل الجهاز التنفيذي لبلدية وهران والاتصال بشكل مباشر مع المسؤول التنفيذي الأول عن عاصمة الغرب الجزائري. وكشفت مصادر مطلعة أن اغلب الأحزاب السياسية قررت عقد اجتماع بمقر الحزب الوطني الجزائري من اجل اتخاذ موقف موحد بخصوص هاته القضية. يتواصل صراع منتخبي المجلس الشعبي البلدي لوهران من المير نورالدين بوخاتم إلى حد الساعة، بعدما رفض هذا الأخير الاستجابة للعديد من المطالب التي رفعها هؤلاء، والمتعلقة بتوزيع بعض المهام والمسؤوليات داخل بلدية وهران بشكل متساوي بين جميع الأحزاب السياسية أوعلى الأقل بحسب ما أفرزته نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة. وقالت مصادر جريدة البلاد إن رئيس المجلس الشعبي البلدي نورالدين بوخاتم، رفض إلى ساعات متأخرة من عشية الأحد الفارط المقترح الذي تقدم به مختلف ممثلي الأحزاب السياسية الفائزة، والمتعلق بمنحهم منتخبيهم فرصة الإشراف على بعض القطاعات الحضرية، مثلما كان عليه الأمر في سابق العهد، إلا أن رئيس بلدية وهران رفض هذا الطرح جملة وتفصيلا، وأكد خلال حديثه معهم أن والي وهران يكون قد طلب منه صرف النظر على هاته الفكرة تماما. وكان مدير التنظيم والشؤون العامة لولاية وهران، قد أكد من خلال تصريحات إعلامية أدلى بها لوسائل الإعلام بداية من الأسبوع الجاري، أن لا دخل للمصالح الولائية في قضية ترتيب المهام وتوزيع المسؤوليات داخل بلدية وهران، وهو التصريح الذي وضع المير في منطقة تسلل، في جولات التشاور الذي جمعته مع مختلف مسؤولي الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات المحلية الأخيرة. وكانت القطرة التي أفاضت الكأس، حسب ما أكده بعض المنتخبين في تصريحات أدلوا بها إلى جريدة البلاد، هوقيام المير نورالدين بوخاتم في نهار أول أمس، على تنصيب لجنتين اثنتين هي لجنة فتح الأظرفة وتقييم العروض، دون أن يشعر باقي الأعضاء في المجلس الشعبي الولائي، حيث منح رئاستهما إلى منتخبين ينتميان إلى حزب جبهة التحرير الوطني. وهي القضية التي أثارت غضبا واسعا لدى جل الأحزاب السياسية المعنية بقضية تشكيل الجهاز التنفيذي لبلدية وهران. وقرر جل المنتخبين، مقاطعة أي اجتماع قد يدعو إليه رئيس البلدية، مفضلين التشاور مباشرة مع المسؤول التنفيذي الأول عن عاصمة الغرب الجزائر عبد المالك بوضياف، الذي قد يتدخل من اجل الفصل في هذا الصراع الذي يبقى مستمرا إلى حد الساعة. في وقت قالت فيه مصادر أخرى إن اجتماع هاما ستعقده الأحزاب السياسية بمقر الحزب الوطني الجزائري من أجل اتخاذ موقف نهائي من قضية الحال.