تدور في مصر هذه الأيام، رحى حرب إعلامية، على خلفية إشاعة أن وزير الرياضة المصري، يخطط لبيع “ستاد" القاهرة الدولي، لشركة استثمار يهودية، وهي الزوبعة التي كانت قد سبقتها، فضيحة أعلى مقاما وشأنا بعدما تلقى شعب الله المختار دعوة من الدكتور عصام العريان، القيادي الإخواني ومستشار رئيس جمهورية مصر الإسلامية السابق للعودة إلى مصر، حيث بسط نائب رئيس حزب العدالة، شرف وعروبة أم الدنيا أمام أحلام العودة اليهودية إلى ما قبل عهد جمال عبدالناصر، وحتى حسني مبارك.. في أشد الفترات تقربا وتطبيعا وتزلفا لليهود ولسلام كامب ديفيد، لم يتجرأ ولم “يتجرع" رئيسا من مصر، مهما طغت به خيانته، على بسط يديه بهذا الكرم الحاتمي، لبني صهيون، ووحده زمن الخلافة وزمن الإسلاميين يحكمون من شرّع وفتح الباب على مصرعيه أمام الارتماء المصري بين أيدي أبناء العم، حيث التطبيع بدأ مع رسالة فخامة الريس الدكتور مرسي، إلى “عزيزه وصديقه العظيم"، شيمون بيريز، رئيس دولة إسرائيل، وهي الرسالة التي أثارت حينها ضجة، غطتها جمهورية الإخوان، بقشة، كونها رسالة بروتوكولية، لا عيب ولا لبس فيها.. «مصر أولى باليهود".. هذا هو غيث الربيع العربي الذي أهطلته دولة الإسلاميين، وتلك هي حالة حاضنة الأمة العربية ونبضها، فلا شيء، في أفق دولة الخلافة، سوى أن شيوخ مصر من إسلام “اللحى" الأنيقة، قد فاق “تطبيعهم"، طباع الآفلين ممن كانوا يزايدون عليهم بالعمالة والخيانة والانبطاح، فإذا الزمن يدور، وإذا بمصر القضايا مصر التاريخ، تحج زلفى باتجاه قبلة “أبناء العم".. حيث قاعدة الغاية تبرر الوسيلة وتبرر “الأفامي"، وتبرر أن مصر أولى باليهود من غيرها.. فماذا بعد هذا الطوفان والغرق، وهل تبرير الدكتور “العريان بأن هدفه من دعوته هو تحرير القدس عن طريق أخرجوا اليهود من فلسطين بفتح مصر وأمصار العرب لهم، تبرير منطقي وعقائدي فيه قليل من عقل؟