عبد المالك سلال يؤكد أن الإرهابيين جاؤوا من المالي الى تيقنتورين عبد الله ندور أوضح الوزير الأول عبد المالك سلال، أن الجماعة الإرهابية التي نفذت الاعتداء على المنشآت الغازية بتيقنتورين في عين أمناس، دخلت الأراضي الجزائرية من الأراضي الليبية، بعدما جاءت من مالي عابرة أراضي النيجر، مشيرا الى أنها تحت امرة الإرهابي مختار بلمختار المدعو بلعور. وأضاف سلال لدى سرده كيفية حدوث عملية الاعتداء أن الجماعة الإرهابية المتكونة من 32 عنصرا ومن ثماني جنسيات مرت على مدينة تينزاواتين، ثم منقطة عبيد القريبة من الغار، موضحا أنها كانت تحت قيادة الإرهابي بن شنب محمد الأمين، وبمساعدة الإرهابي أبو بكر المصري، موضحا أن تحركهم من الأراضي الجزائرية كان من نطقة إيجلي على بعد حوالي 45 كيلومترا ليدخلوا بعدها الى تيقنتورين. وأكد الوزير الأول أن هدف المجموعة الإرهابية في بداية الأمر احتجاز الرهائن الأجانب الذين كانوا متوجهين من القاعدة الغازية إلى مطار عين أمناس، وأخذهم إلى دولة مالي في محاولة منهم لفرض قوتهم عن طريق الابتزاز باستعمال هؤلاء الأجانب، مؤكدا أن الرد القوي لفرقة الدرك الوطني المرافقة للحافلة المتوجه للمطار أفشل عملية اختطاف العمال الأجانب بمن فيهم مدير شركة “بريتيش بتروليوم"، كما أوضح أن هذه العملية تمت على مسافة حوايل 5 كيلومتر من قاعدة الحياة، حيث جرحى في هذا الاعتداء بعض العمال وتوفي على إثر مواطن من ولاية تيارت وهو حراس. ليصيف الوزير بعدها أن هذه المجموعة الإرهابية انقسمت الى مجموعتين الأولى توجهت إلى قاعدة الحياة والثانية نحو المركب الغازي، مشيرا الى أنه كان بحوزتهم ترسانة كبيرة جدا من الأسلحة الحربية والثقيلة، بالإضافة لثلاثة عناصر مختصة في إعداد المتفجرات، بغرض تفجير مركب الغاز لعين امناس، موضحا أن “التحريات الأولية أثبتت هذا الأمر". وأوضح سلال أن الحارس الذي قتل، قبل إطلاق النار عليه من طرف المجموعة الإرهابية كان له ردة فعل سريعة، حيث أطلق صفارة الانذار، ما جعل بعض العمال يسرعون الى توقيف إنتاج الغاز في المركب “مما أنقذ العمال والمصنع من كارثة حقيقية". وأضاف سلال أن المختطفين كان هدفهم اعتقال كل الرعايا الاجانب. القوات المسلحة تفاوضت حقنا للدماء كما كشف الوزير الاول، أن القوات المسلحة في بداية الأمر تفاوضت مع المجموعة الإرهابية بمساعدة بعض المدنيين، غير أن هذه الأخيرة “طالبت بأمور غير مقبولة" منها “إطلاق سراح بعض المسجونين" مؤكدا أن هذا “غير مقبول". مشيرا الى أن هذه الظروف وبالنظر للكم الهائل من الأسلحة التي كانت بحوزة الجماعة الارهابية حتم على قوات الجيش التدخل، والتي أثنى عليها الوزير الاول حين قال “أشهد أن عملهم فريد من نوعه على مستوى العالم." وأضاف سلال أن العملية كانت “صعبة جدا" وزادت صعوبة في الليل، حيث حاولت المجموعة الارهابية الفرار باستعمال سيارات مفخخة وتهريبهم نحو دولة مالي “لكن الجيش كان لهم بالمرصاد". وفي الصباح يضيف الوزير الاول حاولت هذه المجموعة الالتحاق بالمجموعة المتواجدة على مستوى المركب الغازي، الا أن رد قوات الجيش “كان قويا" حيث انقلبت سيارتان وانفجرت ثلاث سيارات اخرى، مؤكدا أن خلال هذه العملية قتل أمير المجموعة الإرهابية بن شنب محمد الأمين. الجيش تفادى وقوع الكارثة : أشاد الوزير الاول، بالعملية التي قام بها الجيش الوطني الشعبي، الذي تفادي حصول كارثة كبيرة، حيث أكد الوزير سلال أن المجموعة الارهابية لو نجحت في تفجير المركب الغازي لحدثت خسائر بشرية ومادية، مؤكدا أن الانفجار كان سيحدث خسائر على مسافة 5 كلم، خاصة وأن قاعدة الحياة مساحتها 4 هكتارات، والمركب الغازي 10 هكتارات، مؤكدا في السياق أن “تدخل الجيش كان ذكيا وباحترافية عالية". أغلب الضحايا حرروا: أكد سلال أمس خلال الندوة الصحفية التي نظمها في اقامة جنان المثاق بالجزائر العاصمة، أن عدد العمال في القاعدة حوالي 790 شخصا، من بينهم 134 رعية اجنبية من بين 26 جنسية، حيث أكد أن “اغلبهم حرروا" مضيفا “هناك خمسة أجانب مفقودين" لم يتم العثور عليهم لحد الساعة. مضيفا أن عدد الضحايا هو 38 من بينهم 37 أجنبيا وواحد جزائري، مشيرا الى ان الاجانب من ثماني جنسيات واكد أيضا أن 7 ضحايا لم يتم تحديد هويتهم لحد الساعة. ووصف سلال هذه العملية ب«الجبان والمرتزقة"، حيث أدان وبشدة هذا العمل “باسم رئيس الجمهورية وباسم الحكومة والشعب الجزائري". وأشار الوزير الاول إلى أن “البعض أراد إدخالنا في مؤزق" مؤكدا “إن رد قوات الجيش كان بلا هوادة وفي الوقت المناسب" وشددا قائلا “الارهاب لن يعيش في الجزائر.. ولن نعود للعشرية السودان". بوتفليقة تابع العملية لحظة بلحظة أكد سلال أن عملية تحرير الرهائن “تابعها رئيس الجمهورية ساعة بساعة" بالموازاة مع كل المسؤولين، مؤكدا أنه أجرى “اكثر من 20 اتصالا مع رؤساء حكومات وشخصيات كبيرة" من بينها “رئيس الوزراء البريطاني، ووزيرة الخارجية الامريكية"، حيث أوضح لهم أن “العملية صعبة جدا". أكد الوزير الاول أن عدد الارهابيين المقضي عليهم هو 29 من بينهم 3 حاليا بين أيدي الامن للتحقيق معهم. وكشف سلال أن أحد الإرهابيين كندي الجنسية ويحمل اسم شداد. وأكد أن الإرهابيين قتلوا عدداً من الرهائن بطلقات في الرأس. أشاد الوزير الأول عبد المالك سلال ب«احترافية و ذكاء" القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي خلال تدخلها لتحرير الرهائن الذين احتجزتهم مجموعة إرهابية على مستوى المنشأة الغازية لتيقنتورين بعين أمناس (ولاية ايليزي). وقال سلال خلال ندوة صحفية إن تدخل القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي تمت ب«احترافية عالية وبذكاء" معربا عن “فخره واعتزازه بهؤلاء الشباب الذين يسهرون على صيانة وحفظ أمن البلاد وحدودها". وبعد أن ذكر بأن الهدف من هذه العملية الإرهابية هو “النيل من استقرار و أمن الجزائر" الأمر الذي “لا يمكن أن يكون مقبولا" كما أكد الوزير الأول ان الفضل في نجاح عملية تحرير الرهائن “يعود الى السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يتابع تطورات العملية ساعة بساعة وكذا الى الجيش الوطني الشعبي". كما كشف عن وجود “بعض الجرحى في صفوف الجيش الوطني الشعبي" دون أن يذكر العدد. سائق المجموعة الإرهابية عامل سابق بالموقع أكد سلال أن سائق المجموعة الإرهابية، واسمه زايد كان يعمل سابقا كسائق في القاعدة الغازية بعين أمناس، مضيفا أن أصله نيجيري. الجزائر ترفض “ساحلستان جديدة في المنطقة" أكد الوزير الاول، عبد المالك سلال، ان المقف الدولة الجزائرية مما يحدث في مالي واضح “يجب الحفاظ على وحدة دولة مالي" مجددا رفض أفغنة الساحل او كما سماه “ساحلستان جديدة في المنطقة". كما أكد أن الجزائر لن ترسل أي جندي إلى التراب المالي، وأنها ستعمل على حماية حدودها. وأوضح سلال في ندوة صحفية بإقامة الميثاق خصصها للاعتداء الارهابي الأخير على الموقع الغازي لتيقنتورين بعين أمناس أن “الجزائر ستعمل على حماية حدودها وترابها"، مؤكدا أنها “تشجع الحوار بين مختلف الأطراف لإيجاد حل للأزمة" في مالي موازاة مع “استئصال الإرهاب والجريمة" بكل أشكالها في منطقة الساحل. وأضاف أن المادتين 26 و27 من الدستور الجزائري واضحتان بخصوص عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وأن “الجيش الجزائري لن يخرج خارج الحدود" مضيفا أنه “مكلف بحماية البلاد". فتح المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية “قرار سيادي" وأكد سلال أن فتح المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية المقاتلة في التدخل العسكري بمالي هو “قرار سيادي" للدولة الجزائرية، نافيا وجود أي ضغوطات في هذا المجال. وأوضح أن الجزائر اتخذت هذا القرار “بكل سيادة" وأنها “امتثلت في ذلك للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن حول الوضع في مالي". وأضاف الوزير الأول أن الجزائر “دولة ذات سيادة وأنها لن تقبل أن تمارس عليها ضغوط من أي كان". على العالم أن يفهم أن الإرهاب ليس قضية إسلام استنكر الوزير الاول ربط ظاهرة الارهاب بالدين الاسلامي، حيث أكد أنه “لا علاقة للإرهاب بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ولا باي ديانة اخرى"، مؤكدا أنهم “مجرد مجموعات ارهابية دموية ومرتزقة"، مؤكدا “يجب مكافحتهم"، مشيرا إلى “إن الحضارة الاسلامية بدأت تتراجع جراء هذه العمليات الارهابية المنسوبة اليها". مؤكدا في السياق أن “محاربة الارهاب يدخل في اطار الدفاع عن الحضارة الاسلامية". 11 تونسيا و3 جزائريين ضمن المجموعة التي اقتحمت الموقع الغازي أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أن المجموعة التي اقتحمت يوم الأربعاء الماضي الموقع الغازي بتيقنتورين بعين أمناس والمتكونة من 32 إرهابيا كانت تضم 11 تونسيا و3 جزائريين. وأوضح سلال أن الارهابيين يحملون جنسيات مختلفة: جزائرية وتونسية ومصرية ومالية ونيجرية وكندية وموريتانية. وأشار الوزير الأول إلى أنه قد تم التخطيط للاعتداء الارهابي منذ شهرين. وفي ذات السياق قال إن العلاقات الثنائية بين هذه البلدان لن تتاثر وهي على مستوى عال. لا يوجد مشكل في الحدود الجزائرية المغربية وفي سؤال عن المشاكل الامنية في الحدود الجزائرية مع دول الجوار، اكد سلال أنه لا يوجد اي مشكل في الحدود الجزائرية من ناحية الشرق او الغرب، وأكد “ليس لدينا مشكل حدودي مع جيراننا في المغرب"، مضيفا أن “هناك بعضا من عمليات تهريب المخدرات والبنزين فقط".