دعا المشاركون في الملتقى الدولي الأول حول حياة وآثار الشيخ محمد العربي التباني الذي اختتمت أشغاله بسطيف، إلى ضرورة “الاجتهاد في البحث عن مواطن التجديد لدى علماء ومشايخ الأمة العربية والإسلامية، وذلك من أجل استغلالها في إصلاح أحوال المجتمع الراهنة”. وتم التأكيد أثناء أشغال الملتقى الذي دام يومين، على مشكلات عديدة برزت في المجتمع العربي والإسلامي نتيجة الغزو الفكري الذي أصبح يهدد كيان وتماسك الأمة الإسلامية ما يتطلب من مثقفي الأمة وأعيانها، حسب المشاركين، استعادة المنهج الصحيح من خلال تسليط الضوء على علماء الأمة. وأوضح المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي أنه أصبح من الضروري في الوقت الراهن إحياء المراجع الدينية والثقافية التي غيبت لسنوات عديدة ونتج عنها فراغ ثقافي وديني مما دفع الشباب يتجه إلى مراجع أجنبية لا تفقه في خصوصية وطبيعة المجتمع العربي الإسلامي “. وأكد المتحدث على ضرورة استعادة الوعي الفكري لدى شباب الأمة وهو الشيء الذي لن يتحقق إلا من خلال إعادة بعث المرجعيات الوطنية والاهتمام والعودة إلى التراث لإيجاد حلول لمشاكله المعاصرة . وقال المتحدث إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حرصت على برمجة سلسلة من الملتقيات الفكرية تسعى من خلالها إلى إحياء المرجعيات الوطنية المغيبة خاصة في ظل الفراغ الذي عانى منه المجتمع والذي يستوجب تحركا جادا وعاجلا، مضيفا أن هذه الملتقيات ستسلط الضوء على مشايخ وعلماء لا يعرفهم الكثير من الشباب على غرار الشيخ باي محمد بن عالم والشيخ الرماصي وأبي مروان البوني وعلماء الصحراء ودورهم في الوحدة الوطنية ونشر قيم السلم . من ناحية أخرى، خصص المحاضرون الجلسة الختامية لأشغال هذا الملتقى للحديث عن مسيرة الشيخ محمد العربي التباني الذي عاش جزءا من حياته بالبقاع المقدسة مدافعا عن جزائريته ومخلصا لمغاربيته بمعناها الثقافي والتاريخي. وحاول المشاركون في هذا الملتقى البحث في مواطن التجديد عند هذا العلامة الذي اجتهدت الجهات المعنية في نشر مؤلفاته، حيث طبعت بعض أعماله التي لها علاقة مباشرة بالمرجعية الثقافية والتاريخية للجزائر منها كتاب “براءة الأشعريين في الرد على المخالفين”.