أسدل الستار، أمس، عن الحلقة الأولى من سلسلة الملتقيات الدولية حول ''الاجتهاد والتجديد'' التي تبحث في سير علماء الجزائر التي غابت شمسهم عن جامعات الوطن وطلبة العلم منذ عقود من الزمن. خصص الملتقى الدولي الأول للعالم السطايفي، الشيخ محمد العربي التباني، الذي عاش جزء من حياته بالبقاع المقدسة، منافحا عن جزائريته، مخلصا لمغاربيته بمعناها الثقافي والتاريخي، مناظرا الوهابيين في مسائل عديدة يرونها خروجا عن النص وبدعا مبتدعة، ودخل في معارك فكرية مع الخضري حول قضايا التاريخ الإسلامي، خاصة في العهد الإسلامي الأول. وقد خلّف الشيخ عدة مساهمات في مجال تراجم الشخصيات التاريخية الأولى، ومحاولة تصحيح بعض الحقائق التاريخية، كما تتلمذ الشيخ بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، واشتغل لنبوغته في التدريس بأروقة الحرم المكي، بباب الزيادة وباب العمرة، وساهم في تكوين العديد من التلاميذ الذين صاروا بعده مشايخ ومراجع في الفقه والعلم، كالشيخ العلوي بن عباس المالكي، محمد نور بن هلال ومحمد أمين كتبي. وقد تذكرت مدينة سطيف ابنها المولود بقرية رأس الوادي، على أمل انطلاق وزارة الشؤون الدينية في حملة لبعث المرجعيات الوطنية المغيبة، حيث حاول المشاركون في الملتقى البحث في مواطن التجديد عند العلامة السطايفي الذي اجتهدت الجهات المعنية في نشر مؤلفاته، إذ طبعت بعض أعماله التي لها علاقة مباشرة بالمرجعية الثقافية والتاريخية للجزائر، منها كتاب ''براءة الأشعريين في الرد على المخالفين'' الذي نشره الشيخ باسم مستعار هو مرزوق عمر، وطبع باسمه الخاص، كما طبع له ''تحذير العبقري من محاضرات الحضري''.. وغيرها من الأعمال. وعلمنا من مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة، بومدين بوزيد، بأن التفكير جار، حاليا، لتنظيم ملتقيات حول شخصيات أخرى، على غرار الشيخ الرماصي الغليزاني والشيخ بوراس وغيرهم.