اتهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله مؤسسات التعليم العالي من معاهد وجامعات وإقامات جامعية، بزعزعة بنية المجتمع الجزائري الدينية والمذهبية من خلال نشر أفكار "دخيلة" متنافية مع الوحدة المذهبية وتقاليد الجزائريين. ودعا بو عبد الله غلام الله أمس على هامش عرضه التقرير السنوي لنشاطات وزارته أمام لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني برئاسة أسماء بن قادة، إلى إعادة النظر فيما تروج له المنظومة الجامعية من أفكار "دخيلة" وسط الطلبة، موضحا أن هذه الأفكار المشبوهة التي انتشرت مؤخرا في المجتمع مصدرها الجامع. وأشار إلى أن "فئة تحمل توجهات دخيلة باتت مسيطرة تماما على الجامعات الوطنية" وتروج أفكارها التي من شأنها ضرب الوحدة الوطنية في العمق، في أوساط الطلبة الذين يشكلون شريحة واسعة في المجتمع ويؤثرون بأفكارهم على باقي الشرائح، يقول وزير الشؤون الدينية. واعتبر غلام الله أن هذا الوضع جعل المؤسسات التربوية والجامعية متأخرة كثيرا عن مواكبة المرجعية الدينية للمجتمع، كما انتقد الوزير القائمين على الإقامات الجامعية واتهمهم ببرمجة نشاطات غير موضوعية لا تخدم المبدأ المرجعي القائم على التعاليم الإسلامية. للإشارة فإن "الأفكار الدخيلة" التي تحفظ وزير الشؤون الدينية عن ذكرها تسعى لزرع التشكيك في المذهب المالكي الذي تتبعه الجزائر، وتستغل الجامعات كمنبر لنشر مذاهب أخرى خاصة الزوايا الحادة من المذهب الحنبلي المستفيد مما تدره آبار البترول من ملايير الدولارات في سرعة الانتشار والنشر في إطار صراع ثقافي فكري قديم جديد بين مدرسة النص المشرقية والروح المغربية وهو الصراع الذي ترجم في جامعات جزائرية وكليات أصول الدين على غرار كلية الخروبة التي وجد فيها العمداء المتعاقبون صعوبة في فرض برنامج الكلية على بعض الأساتذة المعروفين والمشهورين بفتاويهم وقراءاتهم وتحاليلهم في محاضراتهم الشادة مقارنة بالمقرر الجامعي وما حدث في كلية الخروبة، حدث في جامعة الأمير عبد القادر وجامعات أخرى استعصى فرض المقررات والبرامج الجامعية على بعض الأساتذة .