“البلاد" تعايش أجواء "جنائزية" بالحي الجديد بالبونى بهاء الدين.م اهتزت بلدية البوني في عنابة في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول على وقع مأساة جديدة تتعلق باختطاف طفلة تسمى كميلية بوسطيحة البالغة من العمر 9 سنوات وتدرس في السنة الرابعة ابتدائي غير بعيد عن المنزل العائلي الكائن بحي بوخضرة 3، وذلك بعد لحظات من خروجها لتسليم قطعة لحم إلى الجيران لتختفي عن الأنظار إلى غاية الآن، تاركة أفراد أسرتها في صدمة عنيفة. وقد أعلنت المصالح الأمنية حالة استنفار قصوى لتعقب الخاطفين المفترضين. تعيش عائلة وجيران كميلية تحت وقع الصدمة بسبب حادثة الاختطاف الغامض، وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا لحي بوخضرة 3 الجديد المقابل للقطب الجامعي بالبوني الذي تقيم فيه الصغيرة بالمدخل الغربي للبلدية. فالجميع كانوا منهكين، بعد يوم كامل من البحث المتواصل عن الفتاة دون جدوى. وفي رده على سؤال ل”البلاد" أكد سليم خال الصغيرة نبأ اختطاف كميلية، مبديا بعض الغموض حول تفاصيل اختفائها. وكانت مفاجأتنا كبيرة لاكتشاف جوشبه جنائزي داخل شقتها، فجميع غرف المنزل كانت تعج بأفراد العائلة والجيران والأقارب، فمنهم من أتى للسؤال ومنهم من جاء مواسيا ومشاركا أهل الدار الحزن. وروايتها للحادثة، قالت خالة الصغيرة بعدما تعذر الحديث الى والدتها بسبب حالتها النفسية الصعبة "المصيبة حلت علينا في حدود الساعة السابعة والنصف مساء حينما طلبت والدة كميلية التي كانت غارقة حينها في مراجعة دروس التربية الإسلامية التوجه إلى بيت الجيران لتسليمهم قطعة لحم للجارة القاطنة بالطابق الثالث". وواصلت الخالة تصريحها "بعد مرور أكثر من نصف ساعة استغربت أمها تأخرها، فتوجهت بنفسها للبحث عنها لدى الجارة لتخبرها أن كميلية سلمتها اللحم وعادت مسرعة فانطلقت الأم في جميع الاتجاهات في رحلة بحث عنها عند باقي الجيران وصديقاتها، ثم نزلت في صراخ كبير الى الشارع". وتابعت المتحدثة حديثها للجريدة "ابنة أختي لم تكن لها علاقات خارج المنزل سوى مع بنات الجيران فقط، فهي لا تغادر العمارة بحي بوخضرة 3 التي تقطنها منذ نحو سنة إلا نادرا رفقة الوالدة كون والدها يقضي عقوبة السجن بالمؤسسة العقابية لعلاليق". وقد خلف مشهد صراخ الأم الذي تجاوب معه باقي الجيران أجواء من الحزن والتعاطف، حيث باشروا عمليات بحث مكثفة في كامل أرجاء الحي لفك طلاسم الاختفاء الغامض قبل الاتصال بمصالح الشرطة التي أعلنت حالة الاستنفار القصوى في محاولة لتعقب خاطفين مفترضين. الاختفاء الغامض لكميلية ليس الوحيد في ولاية عنابة فسكان سيدي سالم يذكرون مأساة الطفل أنيس ذي الأربع سنوات الذي تعرض للاختطاف ذات يوم جمعة من بداية شهر نوفمبر 2009 ليتم العثور عليه بعد عشرة أيام جثة هامدة مرمية بوادي سيبوس غير بعيد عن المنزل، بعد تعرضه للاغتصاب.