سهام تعود إلى بيتها ببكارية وسط فرحة أسرتها وسكان البلدية عادت الطفلة « سهام طوايبية « في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء المنصرم إلى بيت أسرتها ببلدية بكارية « 12 كلم شرق تبسة بعد اختفائها في ظروف غامضة منذ ما يزيد عن 4 أشهر،أين عاش سكان بلدية بكارية جوا متميزا حيث عمت الفرحة وتعالت الزغاريد وذرفت الدموع بكثرة لاسيما والدتها وأخواتها وأقاربها الذين لم يصدقوا أن ابنتهم « سهام « لازالت على قيد الحياة بعد طول هذا الغياب الذي مرت فيه الأسرة بظروف نفسية صعبة للغاية في ظل غياب أي خبر عن الطفلة المفقودة من شأنه يبدد مخاوف الأسرة وخاصة الأم المسكينة التي لم تعرف طعم الحياة طيلة فترة اختفاء فلذة كبدها حتى علت صحتها من شدة الحزن، وتحول بيت الطفلة سهام إلى محج للمهنئين من أبناء البلدة الهادئة ... عودة «سهام» إلى أحضان أهلها كانت مفاجأة للجميع الذين كانوا يعتقدون أن سهام أصبحت من الماضي ،حتى وإن كانت أمها تشعر منذ لحظة اختطافها بإحساس داخلي أن ابنتها حية ترزق وهو ما تحقق فعلا عندما عادت ابنتها اليتيمة إلى بيتها سالمة معافة.. وبشأن ظروف عودتها بعد طول هذا الغياب الذي يظل لغزا محيرا إلى وقت لاحق فقد روت « سهام « التي كانت وضعيتها النفسية متعبة « ولم تتمكن من سرد كل التفاصيل المتعلقة بحادثة اختطافها أن المرأة التي اختطفتها والتي تجهل هويتها عمدت إلى اقتيادها إلى محطة المسافرين بباب الزياتين بمدينة تبسة على متن سيارة سوداء اللون حيث كانت مغمضة العينين وفي حالة نفسية صعبة ثم قامت بإطلاقها قرب حافلات نقل المسافرين ، لتتجه سهام مباشرة إلى إحدى الحافلات التي تربط بين مدينة تبسة وبلدية بكارية لتعود إلى منزلها قبل مغرب يوم الأربعاء بنحو ساعة حيث استقبلت استقبال الأبطال من قبل أفراد أسرتها الذين أصابتهم الدهشة وهم يرون ابنتهم سهام بالعين وهي تدخل المنزل فتعالى الصراخ والبكاء الممزوجين بالزغاريد والحمد والشكر لله ،وأقبل الجيران لتهنئة والدة سهام حامدين الله على عودتها سالمة. وأكدت سهام أن المرأة التي اختطفتها كانت تعاملها طيلة فترة وجودها عندها معاملة حسنة ولم تقصر في حقها ، وقد قامت بقص شعرها ، وصبغه ، ويبدو أن الحالة النفسية التي تمر بها البنت لم تسمح لنا بمعرفة المزيد عن ظروف إقامتها منذ ساعة اختفائها إلى غاية عودتها . مصالح الدرك الوطني ببلدية بكارية وفور إبلاغها بخبر عودة « سهام «تنقلت إلى بيتها حيث استمعت إلى أقوالها وحيثيات اختفائها طول هذه المدة حتى تتمكن من معرفة هوية المرأة التي اختطفتها ، ومحل إقامتها ، ومن يقف وراءها؟ ودواعي اختطاف هذه البنت ، كما قامت بعرضها على الجهات الصحية للتأكد من وضعها الصحي، وفي انتظار ما سيكشف عنه تحقيق مصالح الدرك الوطني يبقى اختطاف سهام لغزا محيرا إلى إشعار آخر. وكانت الطفلة « طوايبية سهام « التي لم يتجاوز عمرها 10 سنوات والتي كانت تزاول دراستها بالسنة الرابعة ابتدائي بمدرسة المستقبل قد اختفت في ظروف غامضة في بداية شهر ماي المنصرم ببلدية بكارية « وقد كانت النصر تطرقت على الحادثة في وقتها، وظل البحث عنها جار في كل مكان ، واتفق حينها الجميع أن الفتاة تكون قد تعرضت لعملية اختطاف لا تعرف أسبابها ، ومن يقف وراءها؟ ، وباشرت مصالح الدرك الوطني تحقيقا حول ملابسات وظروف اختفاء سهام منذ الساعات الأولى من إبلاغها بحادثة اختطافها. والدة «سهام» اليتيمة الأب التي كانت تعيش وضعا نفسيا صعبا للغاية قالت : أن ابنتها غادرت المنزل متجهة إلى المدرسة صبيحة يوم الأحد إلا أنها لم تعد إلى المنزل كما جرت العادة ،الأمر دفع والدتها وأخوها الوحيد إلى البحث عنها في كل مكان حيث تم الاتصال بالمدرسة والجيران وزملائها التلاميذ لكن دون جدوى، وعندما حلّ الظلام تقدمت الأم ببلاغ اختفاء ابنتها إلى فرقة الدرك الوطني ببلدية بكارية التي انطلقت على الفور في إجراء تحرياتها وبحثها المكثف عن الطفلة « سهام « وهوية خاطفيها وتم إصدار نشرة بحث منذ اختفائها لكن لم يتم العثور عليها ، وكانت الضحية ترتدي حينها خمارا أسودا ومئزرا وردي اللون وتحمل محفظة . كما تحولت حادثة اختطفا سهام إلى مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام « المكتوبة ، والمسموعة ، والمرئية « وحظيت عائلتها بتعاطف شعبي ورسمي كبير ، كما حولت هذه الحادثة المؤلمة سكان بلدية بكارية الهادئة وأقرباء الضحية إلى كابوس مرعب خوفا على حياتها ، وبدأوا يتساءلون عن الجهات التي تقف وراء اختفاء هذه الطفلة البريئة والغرض من وراء ذلك؟ لاسيما وأنها طفلة صغيرة لايتجاوز عمرها 10 سنوات ، ولا تنتمي لعائلة غنية ربما يعمد خاطفوها إلى المطالبة بالفدية كما يحدث في كثير من المناطق ، ولعل ما زاد من مخاوف عائلة الطفلة سهام كون بلدية بكارية سبق وأن شهدت عملية اختطاف مماثلة استهدفت طفلتين في نفس العمر تقريبا من قبل ولم يتم العثور عليهما.