عاش سكان مدينة عين تاقورايت بتيبازة، نهاية الأسبوع، على وقع مأساة جديدة تتعلق باختطاف فتاة تسمى شيماء هني، التي تبلغ من العمر 16 سنة، صبيحة الأربعاء الماضي غير بعيد عن المنزل العائلي، وذلك بعد لحظات من خروجها لشراء الدجاج من عند جزار حي الشلالة، لتختفي عن الانظار إلى غاية الآن تاركة أفراد أسرتها في صدمة عنيفة وحيرة كبيرة. كانت وجهتنا إلى حي الشلالة بأعالي مدينة عين تاقورايت، فقصدنا منزل عائلة هني الواقع في منحدر يطل على البحر، وكان في استقبالنا خالها عبد القادر وهو خائر القوى، فقال إن جميع أفراد العائلة واقعين تحت الصدمة ولم يذوقوا طعم النوم منذ ثلاثة أيام. وفي رده على سؤال ل''الخبر'' أكد عبد القادر نبأ اختطاف شيماء مبديا بعض الغموض حول تفاصيل اختفائها. وبعد لحظات دخلنا المنزل لنصطدم بجو شبه جنائزي، فجميع غرف المنزل كانت تعج بأفراد العائلة والجيران والأقارب. فمنهم من أتى للسؤال ومنهم من جاء مواسيا ومشاركا أهل الدار الحزن. وروايتها للحادثة، قالت والدة شيماء ''المصيبة حلت علينا صبيحة الأربعاء الماضي على الساعة الحادية عشر صباحا، حينما طلبت من شيماء التوجه إلى أقرب محل لبيع الدجاج لشراء دجاجتين وحاجيات منزلية أخرى، فقامت شيماء بارتداء ''ملاية'' سوداء ولبست نعلا منزليا ''كلاكيت'' ثم توجّهت إلى محل بيع الدجاج القريب من هنا، فطلبت منه أن يزن لها دجاجتين وينظّفهما ريثما تقتني بيضا وحاجيات أخرى عند تاجر مجاور، وبعد خروجها من المحل، لم ترجع لا إلى التاجر ولا إلى البيت''. وواصلت الأم راوية: ''بعد مرور أكثر من نصف ساعة استغربت لتأخرها، فأرسلت أختها الأكبر منها للبحث عنها لدى الجزار، لكن هذا الأخير، أكّد أنه حضّر لها الدحاج في كيس وقام بإرجاع النقود لها وانتظر عودتها، لكنها لم تعد، وهكذا رجعت أختها لتخبرنا أن شيماء اختفت، فانطلقنا في رحلة البحث عنها عند الجيران وصديقاتها.. كنت متأكدة أنها لن تذهب إلى مكان بعيد لأنها ارتدت ملابس منزلية وخرجت ب ''كلاكيت''.. لكن حينما دقت الخامسة مساء، توجهنا إلى مقر الشرطة وبلّغنا عن اختفائها.. ابنتي مريضة بالقلب وهي نحيفة جدا من يشاهدها يقول أنها ذات 12 عاما، أريد ابنتي. فهي غير معتادة على الذهاب إلى أي مكان، نحن عائلة شريفة ومتواضعة حدّنا حدّ روحنا''. من جهته، قالت عجوز كانت تجلس بجنبها، إن ''سائق جرار شاهد شيماء على متن سيارة ''سامبول'' يقودها جارهم ''ي'' وكان متوجها بها نحو المزارع الجنوبية''.. حينئذ أكدت الأم أن ابنتها وقعت ضحية لتاجر سمك معروف يبلغ من العمر 26 سنة.. واتهمته محدثتنا أنه يقف وراء عملية الإختطاف وكررت كلامها مرات ومرات، لأن المدعو ''ي'' عاد إلى الحي وقام بترويج معلومات خاطئة تفيد بأن مجهولين اختطفوا شيماء.. وحينما ضغط عليه أخوها وأخوالها وأبناء عمها، قال كلاما غير مفهوم وادعى أنه تحدّث إليها لمدة 5 دقائق أثناء وجودها بالقرب من محل بيع الدجاج''. من جهته، أوضح خالها عبد القادر أن الشرطة أوقفت المشتبه به الرئيسي. مضيفا بقوله ''هذا جارنا راوغ الجميع وحبك سيناريو غير منطقي، فصرح في البداية أنه حاول نقل الفتاة إلى بيتها، وادعى أنه وقع ضحية لهجوم من طرف مجهولين قاموا بتحطيم سيارته وانتزعوا منه شيماء ومبلغا ماليا كان بحوزته.. لكن محققي الأمن شككوا في روايته وقاموا بتوسيع التحريات للوصول إلى هوية المختطفين الرئيسيين''، الذين من المرجح أن يكونوا من نفس المنطقة.