اللاجئون السوريون لديهم مشكلة مع قيادات الشيعة التي تدعم نظام بشار الأسد أكد الدكتور أبو الضاد سالم مصلح السالم الناطق باسم السوريين المقيمين في الجزائر أن أغلب اللاجئين السوريين في الجزائر هم من أهل السنة بحكم تعرض مناطقهم للقصف والقمع في سوريا، لذلك لا يعتقد المتحدث في تصريح ل«البلاد" أن هؤلاء لهم علاقة بنشر التشيع في الجزائر، وهذا في معرض رده على تصريح وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله الذي قال إن بعض اللاجئين السوريين متورطون في هذه القضية. وأضاف الدكتور سالم أنه لا يملك معطيات حول القضية، ولا يعلم على ماذا ارتكز الوزير في كلامه، لكن المنطق والعقل يقول إن أغلب اللاجئين السوريين لديهم مشكلة مع قيادات الشيعية في لبنان وإيران والعراق التي تدعم بقوة نظام بشار الأسد الذي شردهم، لذلك من غير المعقول إلصاق هذه التهمة بهم، خصوصا أن الجزائر بلد سني مائة بالمائة وهو غير معنٍ بحملات التشيع الكثيفة كما يحدث في البحرين مثلا. وأكد الدكتور سالم أن اللاجئين السوريين زيادة على أنهم سنة ويرفضون التشيع، لا يفكرون في نشاطات أخرى خارج الاهتمام بأولادهم والالتفات إلى مشاكلهم ومعاناتهم. في المقابل لم يرفض الدكتور سالم فرضية تورط قلة قليلة من اللاجئين السوريين أو غيرهم من المقيمين في أعمال التشيع، لكن هذا لا يسمح بالتشهير بعموم اللاجئين وأخذهم بجريرة فرد أو اثنين، خاصة أنهم “سنة" ويرفضون التشيع في بلادهم قبل بلدان الغير، داعيا إلى إعمال القانون والعدالة فيمن يثبت تورطه في مثل هذه التصرفات. كما سجل النشاط السوري المعارض أن أغلب الشعب السوري من السنة والأقليات الأخرى تتكون من المسيحيين والدروز والعلويين، بينما نسبة الشيعة لا تكاد تذكر. هذا ويقدر عدد اللاجئين السوريين في الجزائر ب 15 ألف لاجئ ينتشرون في مختلف ولايات الوطن، وبهذا الرقم تعتبر الجزائر من أكبر الدول المضيفة لهم خارج الدول المجاورة لسوريا، ويعود هذا لقرب الشعبين ثقافيا ووجدانيا، والمعاملة الطيبة التي يتلقونها سواء من الحكومة أو من المواطنين، وتم التكفل بكل احتياجاتهم الغذائية والسكنية والتعليمية، عكس ما يتعرضون لهم من مضايقات وتحرشات في دول عربية أخرى كلبنان والعراق بسبب النفوذ الشيعي فيهما. يذكر أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، اتهم بعض اللاجئين السوريين بمحاولة اختراق المرجعية الدينية للجزائريين، ونشر المذهب الشيعي في أوساط الشباب الجزائري، مؤكدا أن التحقيق لا يزال جاريا حول تورط أعضاء من الكشافة الإسلامية بولاية باتنة في نشر المذهب. وقال الوزير: “نعم هناك فئة من النازحين السوريين إلى الأراضي الجزائرية عملوا على نشر المذهب الشيعي، إلا أن الشباب عليهم أن يكونوا واعين بما يدور حولهم، وعليهم التمسك بمبادئ ديننا الحنيف"، وكشف الوزير أنه أمر ب«تجميد نشاط أفواج كشفية تنشط بباتنة، بعد معلومات قدمها بعض أولياء الأطفال والمراهقين الكشفيين حول تورط القادة القائمين على هذه الأفواج بنشر أفكار المذهب الشيعي بين الأطفال والمراهقين المنتمين لها"، مشددا على أن نتائج التحقيق سيتم الكشف عنها في ظرف ثلاثة أيام، حيث تم إيفاد لجنة من الكشافة وأخرى من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.