نحو إنشاء معاهد ومراكز لتكوين اليد العاملة ورسكلتها تعتزم شركة سوناطراك إطلاق مشروعات هامة وحساسة في إطار سياسة تشغيل شباب وسكان مدن الجنوب الجزائري الكبير، من أجل فتح آلاف مناصب الشغل لامتصاص البطالة بهذه المدن الإستراتيجية بالنسبة للاقتصاد الوطني من جهة ، ولتحصين أمن المنشآت النفطية وبالتالي تفادي سيناريو الاعتداء الأخير على منشأة الغاز بعين أمناس من جهة أخرى، حسبما كشفت عنه مصادر مسؤولة في الشركة النفطية الوطنية. وكشف الاعتداء الأخير الذي تعرضت له منشأة الغاز بتيغنتورين عن عدة فراغات كبيرة تخص طريقة حماية المنشآت النفطية في الصحراء الجزائرية، بسبب إسناد مهمة حراسة هذه المواقع الاقتصادية الحساسة إما لشركات أمن أجنبية أو شركات وطنية خاصة لا تملك أدنى المعلومات عن طبيعة المنطقة ذات الطابع الصحراوي الصعب، وهذا ما دفع بإدارة شركة سوناطراك إلى إعادة مخططاتها المتعلقة بالتشغيل واختيار اليد العاملة والتفكير في إعادة النظر في تأمين المراكز النفطية والغازية من خلال الاعتماد على يد عاملة محلية مائة بالمائة، وبالتالي إعطاء الأولوية للتوظيف فيما يخص الأمن والحراسة والنظافة والخدمات إلى شباب الجنوب الجزائري. وحسب المصادر نفسها، فإن شركة سوناطراك ولإنجاح سياستها المقبلة في التشغيل التي ستعطي فيها الأولوية لسكان المدن الجنوبية وخاصة مدن ورڤلة وبشار واليزي وتمنراست، ستشرع في فتح معاهد ومراكز تكوين متخصصة في عدة مجالات منها تكوين أعوان الحراسة والطهي والتلحيم، بهدف إخضاع شباب الجنوب للتكوين والرسكلة في مثل هذه التخصصات، وبالتالي تأهيلهم للعمل على مستوى المنشآت النفطية. وكانت عدة مدن في الجنوب الجزائري وخاصة ورڤلة وإليزي، قد عرفت في الفترات الماضية احتجاجات واسعة من طرف شباب المنطقة للمطالبة بالتشغيل والتنديد بالتهميش الذي يتعرضون له، خاصة من طرف الشركات النفطية. مع العلم أن رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى كان قد أكد في وقت سابق من سنة 2006 أن أطرافا أجنبية تسعى لاستغلال ملف التشغيل في الجنوب الجزائري من أجل تأليب شبان وسكان المنطقة وتحريضهم لاستعمال العنف والاحتجاج والتظاهر ضد سياسة التشغيل في الجنوب، في وقت دعت فيه عدة تشكيلات سياسية وطنية الحكومة الجزائرية إلى ضرورة تكثيف وتنويع استثماراتها في الجنوب الجزائري من أجل امتصاص البطالة وتحسين الظروف المعيشية لسكان الجنوب في كل المجالات. وبالتالي قطع الطريق أمام الجهات الأجنبية الطامعة في ضرب استقرار الجزائر باستغلال ورقة شباب المنطقة. كما كان الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة لمدينة ورڤلة، قد وعد سكان وشباب المنطقة بإعادة فتح ملف التشغيل في الجنوب الجزائري الكبير، خاصة في ظل عدم رضا أهل الجنوب بسياسة التوظيف التي تعتمدها الشركة العملاقة بتهميشهم من العمل في شركة سوناطراك وملاحقها، وإعطاء الأولوية لسكان الشمال حتى في أبسط المناصب كالحراسة والتنظيف وغيرها من المناصب العادية التي لا تستدعي، حسب أقوال بعض شباب مدنية ورڤلة استيراد اليد العاملة من خارج الجنوب الجزائري الكبير.