ضاعفت قوات الأمن المشتركة خاصة وحدات الجيش الوطني الشعبي من وتيرة العمليات العسكرية ضد المعاقل التقليدية ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تحولت إلى "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" من خلال حملات التمشيط والقصف المروحي على غرار ما هو جار حاليا بولايات عنابةسكيكدة والطارف وتبسة وخنشلةوجيجل والوادي ومنطقة القبائل. واللافت أن وتيرة عملية الملاحقة ارتفعت خاصة على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية في مؤشر واضح عن دخول قوات الجيش في "مواجهة ثقيلة" قد تمتد إلى عدة أسابيع في ظل المعطيات الاستخباراتية التي وردت إلى الأجهزة المتخصصة في مكافحة الإرهاب عن تحرك خلايا نائمة لاستهداف منشآت حيوية، بحثا عن صدى إعلامي مماثل للاعتداء الإرهابي الأخير على الموقع الغازي بتيڤنتورين بعين أمناس. وقد لاحظ سكان بلديات الضاحية الغربية لولاية عنابة وقاطنو البلديات الحدودية مع جيجل بولاية سكيكدة، حشد قوات عسكرية كبيرة تنفذ عمليات تمشيط منذ أيام، بالتوازي مع زيارات قادت قائد الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة إلى ولايات تحتضن "معاقل" للجماعات الإرهابية كتبسة وخنشلة وأخرى تتخوف من تسلل سلفيين جهاديين من تونس إلى التراب الوطني على غرار ولاية الطارف. وتوحي تحركات مماثلة لقادة النواحي بتحضير عمليات في تلك الولايات، لتكون نتائجها مؤشرا قويا على مكافحة الإرهاب إيذانا برسم مرحلة ما بعد عمليات تيڤنتورين، خاصة أن الظرف العام مواتيا لقوات الجيش لإعادة تفعيل العمليات الكبرى في "مقارعة الإرهاب". وقد تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي في حصائل أولية من التوغل داخل المرتفعات الجبلية الواقعة في حدود ولايتي عنابةوسكيكدة على خلفية إجهاض مخطط إرهابي يكون مستهدفا للزيارة الحكومية التي تقود اليوم الوزير الأول للناحية الشرقية وتحديدا بولايتي عنابة وقسنطينة، مستعينة بمروحيات حربية إلى جانب القصف الجوي. وخلفت العمليات الجارية بولايات سكيكدةوجيجل والبرج وسطيف مصرع حوالي 6 عناصر إرهابية في ظرف ثلاثة أيام. كما تمكنت قوات الجيش من القضاء على إرهابيين على الحدود بين ولايتي خنشلة وتبسة. وتتنوع التقارير عن نتائج العمليات بين القضاء على إرهابيين، توقيفهم، أو تسليمهم أنفسهم، وتنفيذ عمليات تمشيط، تفكيك شبكات إسناد وتفكيك قنابل وتدمير كازمات. وحسب التحقيقات الأمنية الأولية فإن عمليات التحضير لاعتداءات إرهابية بولاية عنابة يعود إلى نهاية السنة المنقضية بعد ورود أنباء عن زيارة رئاسية أو حكومية للولاية. ويوحي هذا المخطط الى سيناريو مماثل انتهجته الجماعة السلفية لدعوة والقتال من خلال مؤامرة التخطيط لمحاولة اغتيال بوتفليقة التي بدأت أسابيع فقط قبل زيارة رئيس الجمهورية الى باتنة حين علمت "كتيبة الموت" بموعدها وتفاصيلها عبر الصحافة ومن أفواه المواطنين في شوارع المدينة. على صعيد متصل علمت "البلاد" أن اجتماعات مطولة منفصلة عقده ولاة الطارف وسوق أهراس وتبسة والوادي مع قادة ومسؤولي الأجهزة الأمنية وامتد إلى غاية ساعة متأخرة من سهرة أمس الأول، لمناقشة الإجراءات الكفيلة بتأمين الشريط الحدودي من تسلل إرهابيين وحماية منشآت حساسة واستراتيجية لاسيما تلك التي يشتغل بها رعايا أجانب على غرار مجمع الدراوش الذي يضم عدة شركات أجنبية تشتغل في قطاع الطاقة وإنتاج الكهرباء وكذا قاعدة الحياة بمنطقة "كبودة" في إقليم بلدية بن مهيدي والتابعة لمجمع "كوجال" الياباني المكلف بإنجاز الشطر الشرقي للطريق السيار الممتد من ولاية برج بوعريرج حتى الحدود الجزائرية التونسية. وتأتي هذه التطورات وسط حديث عن تكليف رئيس الجمهورية باعتباره رئيس المجلس الأمني الوطني، لجنة تضم عسكريين محترفين وإطارات من مصالح الأمن متخصصين في المعلومات والاستشراف والدراسات وممثلين عن وزارت الخارجية والداخلية والمالية، بدراسة رفع تعداد وحدات الجيش العاملة وتأمين الحدود الجنوبية والشرقية ومناطق حدودية أخرى، عبر خلق وحدات جديدة كليا مختلطة من عناصر الخدمة الوطنية والمتعاقدين الذين سيرتفع عددهم، حسب المخطط الأولي، عبر رفع نسبة التوظيف السنوي للعسكريين والمدنيين شبه العسكريين العاملين في المصالح الإدارية والتقنية والطبية الملحقة بالنواحي العسكرية والمدارس والوحدات القتالية، وزيادة عدد الطلبة بمختلف المدارس العسكرية.