رفعت وزارة الدفاع الوطني من وتيرة العمليات العسكرية في محاور محددة، في وجود مؤشرات عن عمليات لافتة لقوات الجيش ضد أتباع ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' التي تحولت ل''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''. وتحيل العمليات لإنذار بدخول قوات الجيش في ''مواجهة ثقيلة'' قد تمتد إلى نهاية شهر رمضان المقبل. تفيد معطيات من ولايات متفرقة بحشد قوات الجيش لوحدات عسكرية كبيرة، استعدادا لعمليات معهودة خلال شهور الصائفة. ولاحظ سكان في مناطق جبلية بولاية تيزي وزو حشد قوات عسكرية كبيرة تنفذ عمليات تمشيط منذ أيام، بالتوازي مع زيارات قادت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، إلى ولايات تحتضن ''الفلول'' من الجماعات الإرهابية. وتوحي تحركات رئيس الأركان بتحضير عمليات في تلك الولايات، لتكون نتائجها محور عرض اعتادت المؤسسة العسكرية عرضه على الرئيس بوتفليقة في احتفالية تقليد الرتب لكبار الضباط في ذكرى الاستقلال. واحتكم الوضع الأمني في منطقة القبائل للهدوء النسبي منذ آخر تفجير استهدف مقرا أمنيا في قلب مدينة تيزي وزو، شهر رمضان الماضي، وآخر قبله استهدف مركزا أمنيا في برج منايل. وتحول التنظيم الإرهابي في المنطقة، طيلة الأشهر الماضية، لأسلوب ''خطف الرهائن''، لكن العمليات المتمركزة في المنطقة، هذه الأيام، توحي بأنها عمليات استباقية لمخططات مفترضة ينذر بها ''انكفاء'' تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' عن العمليات التفجيرية لأشهر طويلة. وقد تمكنت قوات الجيش من التوغل داخل المرتفعات الجبلية الواقعة في حدود مزرانة بولاية تيزي وزو، مستعينة بمروحيات حربية إلى جانب القصف الجوي. وخلفت العمليات الأولية مصرع خمسة إرهابيين، كما تمكنت قوات الجيش من القضاء على إرهابي على مستوى مرتفعات منطقة زموري الواقعة بالجهة الجنوبية الشرقية لولاية بومرداس. وتتنوع التقارير عن نتائج العمليات بين القضاء على إرهابيين، توقيفهم، أو تسليمهم أنفسهم، وتنفيذ عمليات تمشيط، تفكيك شبكات إسناد وتفكيك قنابل وتدمير كازمات. ويبدو الظرف العام مواتيا لقوات الجيش لإعادة تفعيل العمليات الكبرى في ''مكافحة الإرهاب''، في غياب مواعيد سياسية مهمة رغم الضبابية التي تميز خطوات تشكيل الحكومة الجديدة. ودرجت ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' على محاولة أن تكون فاعلا في الأحداث السياسية المهمة في البلاد، وحرضت في التشريعيات الماضية على ''المقاطعة''. وتحيل زيارات قادت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، لولايات بعينها، لعمليات عسكرية مفتوحة في تلك المناطق، واختار الفريق قايد صالح ولايات باتنة وجيجل وخنشلة وكذا تلك المترابطة بجبال بوكحيل. وتكمن أهمية المنطقة في وجود مؤشرات عن محاولات ربط بمسلحين في تونس وليبيا، حيث يعيش البلدان وضعا أمنيا غير مريح ولا يخضع للمراقبة (ليبيا خصوصا)، وفي خنشلة تحاصر قوات الجيش الوطني الشعبي مجموعات إرهابية تحتمي في مواقع جبلية. ويبدو المحور معنيا بعمليات تمشيط كبرى في نفس توقيت عمليات منطقة القبائل، وأخرى عبر محور ولايات الجلفة، المسيلة وعين الدفلى.