لو لم تكن السلفية بوجهها العنفي موجودة.. لأوجدها الغرب.. ولأوجدتها الديكتاتوريات العربية.. فهما معا بحاجة إلى من يبرر حربهما على الحركات الإسلامية.. ولن يؤدي هذا الدور أفضل من أحمق أو جاهل يرفع شعار الإسلام.. سالكا طريق العنف.. الذي لا يفلت الأحياء ولا الأموات. كنت أعتقد وإلى وقت قريب أن تونس.. لفرط ما عانت من تضييق على الدين.. وتغريب سلوكي وفكري.. .. تخلو من المتشددين والمغالين.. والذين سيكونون بحاجة إلى عشرين سنة بعد الثورة.. لينبتوا من العدم.. وتمتد لهم جذور وفروع. *** لكن الوقائع التي تلت انهيار بن علي.. وطفو بعض الفقاعات العنفية باسم الدين على السطح.. ابتداء من حادثة الاعتداء على الشيخ عبد الفتاح مورو.. الذي أهين وكفر وضرب.. مرورا بالمسمى أبو عياض التونسي زعيم أنصار الشريعة .. المطلوب أمنيا وقضائيا.. والذي وصف الاعتداء على قاعدة تيڤنتورين في الجزائر بأنه (عمل إرهابي محمود).. وانتهاء بحرب “الفايسبوك” التي احتدمت على خلفية ورود أخبار عن إصرار (سلفيين نبش قبر شكري بلعيد وإخراج جثمانه بدعوى أنه كافر ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين).. هذه الوقائع في مجملها تشير إلى أن تونس ليست بخير. *** دخول أبوعياض وأمثاله على الخط…. يعني أن تونس قد نبت لها جهاديون.. ممن يتبنون أسلوب التعصب والعنف.. والذين يرتقبون الفرصة للانقضاض على مخالفيهم.. وحشرهم في زاوية التكفير. أليس هذا ما يخطط له الغرب.. وتطرب له فرنسا.. ويبتهج له اللائكيون التونسيون.. الذين يرفعون شعار الديمقراطية.. ويكرسون الديكتاتورية؟ فهل يكتشف المعتدلون مؤامرة جرهم إلى العنف.. أم تسقط تونس كما سقطت الجزائر؟