مدارس بلا كهرباء طيلة الأسبوع وأخرى تفتقر للمراحيض تراجعت عدة مؤسسات تربوية خلال الدخول المدرسي الحالي عن تطبيق التعليمة الوزارية الخاصة بمنح فرصة ثانية للتلاميذ المعيدين الذين تعدى سنهم 17 سنة، لإكمال مسارهم الدراسي، بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه مختلف ولايات الوطن، وهو ما رفع عدد المطرودين إلى نحو 550 ألف تلميذ، الأمر الذي دفع بالاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ الى دعوة وزير التربية بابا أحمد لعقد اجتماع مشترك لبحث حلول ناجعة لمشكل الاكتظاظ والعراقيل التي قد تؤجج الموسم الدراسي 2012/ 2013. حسب مصادر مطلعة في قطاع التربية، فإن التعليمة الوزارية التي وقعها الوزير السابق أبو بكر بن بوزيد، المتعلقة بعدم طرد التلاميذ المعيدين الذين فاق سنهم 16 سنة أو 17 سنة، ومنحهم فرصة أخرى، لم تطبق في الموسم الدراسي الذي انطلق منذ أسبوع، في أغلبية المؤسسات التربوية، خاصة في الطور الثانوي الذي يعرف اكتظاظا كبيرا في عدد المتمدرسين. وبهذا الخصوص أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد، في تصريح ل”الفجر”، أن القرار كان امتيازا منحته وزارة التربية في الموسم الدراسي السابق، وذلك لمساعدة التلاميذ الذين لم يسعفهم الحظ في تحقيق نتائج تؤهلهم إلى إكمال مسارهم الدراسي، حيث ينقذ التلميذ من الطرد المحتم ويعيد السنة إذا كان معدله قريبا من العشرة، وسلوكه جيدا، حتى وإن تجاوز عمره 21 سنة وهو في الطور الثانوي، غير أن الاكتظاظ الذي تعاني منه جل الهياكل التربوية وفي مختلف ولايات الوطن جعل تطبيق التعليمة أمرا مستحيلا، إلا في حالات استثنائية - على حد قوله - حيث تكون فيه المؤسسة المطبقة التعليمة تحتوي على مقاعد شاغرة. وأشارت مصادرنا إلى أنه نتج عن عدم تطبيق التعليمة رفع عدد التلاميذ المطرودين الذي يصل سنويا إلى حوالي 500 ألف تلميذ يوجهون إلى الحياة العملية، إلى 550 ألف هذا العام، ما أثار انشغال اتحاد أولياء التلاميذ الذي ودعا إلى إيجاد حل سريع لمشكلة الاكتظاظ الذي تعرفه الأقسام، والذي نتجت عنه صراعات بين أولياء التلاميذ خاصة إثر قيام مديريات التربية بفتح أقسام للطور الثانوي داخل مدارس ابتدائية، فيما تم تحويل عدد كبير من هذه المدارس إلى ملحقات، بعد توزيع متمدرسي الابتدائيات على مختلف الابتدائيات المجاورة لها. وأضاف أحمد خالد في هذا الشأن أن الاتحاد وجه طلبا مستعجلا لوزير التربية الجديد من أجل عقد لقاء مشترك لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، وعلى رأسها الاكتظاظ وموضوع الهياكل التربوية التي سيتم استلامها خلال الشهرين المقبلين، إضافة إلى مناقشة قضية الاحتجاجات التي تهدد بها عدة تنظيمات نقابية، على غرار ممثلي المساعدين التربويين والمقتصدين وعمال الأسلاك المشتركة، حيث أكد على وجوب طرحها للنقاش في انتظار اللقاءات التي ستجمع وزير التربية مع النقابات. في المقابل، تتواصل مشاكل الدخول المدرسي للأسبوع الثاني على التوالي حسبما نقله النائب بالمجلس الشعبي الوطني، طاهر ميسوم، الذي قام بجملة من الزيارات الميدانية لبعض المؤسسات التربوية على مستوى ولاية المدية، ونقل منها صورة سوداوية عن ظروف تمدرس التلاميذ، والتي هي عينة فقط من تدهور المؤسسات التربوية في مختلف ربوع الوطن. وسجل ميسوم، على سبيل المثال، على مستوى ثانوية فارس بن مهل بالشهبونية، انقطاع الكهرباء عن الثانوية منذ أسبوع بسبب عطب في المحول الكهربائي، وعدم جاهزية الملعب المخصص للنشاطات، وآخرها هو انعدام المراحيض، فيما سجل غياب كامل للمرافق الضرورية في الثانوية الجديدة ببو غزول، بالقطب الحضري، كالكهرباء والماء والإطعام وقنوات صرف المياه، ناهيك عن نقص كبير في المؤطرين والإداريين والمرافق الإدارية، حتى مكتب للمدير، في حين أنه في متوسطة القاعدة 7 ببوغزول، فإنه وفي أول يوم من الدخول وعند الساعة الثانية زوالا سجل ”غياب كل العمال والتلاميذ”، على حد قول المتحدث في التقرير الذي تحصلت عليه ”الفجر”، والذي أشار إلى مشاكل من نوع آخر تعاني منه الابتدائيات كغياب التدفئة بسبب عدم ربطها بالغاز، وغيرها من المشاكل والتي تستدعى من وزير التربية التدخل شخصيا لاتخاذ الإجراءات المناسبة.