يعرف العديد من التلاميذ بالمدية توقفا شبه كلي عن الدراسة، بسبب ما بات يعرف في المدية ''بخوصصة الإكماليات''، فقد بات مدراء أغلب إكماليات وثانويات المدية يعملون حسب قوانينهم الخاصة التي يفرضونها على عمال وتلاميذ هذه المؤسسات، ضاربين بذلك كل تعليمات وزير التربية عرض الحائط، معللين خرجاتهم الغريبة هذه بالحفاظ على سمعة المؤسسة وأحيانا على سمعة المدير، حيث أن الكثير من مدراء هذه المؤسسات التربوية ''التابعة للدولة'' يلجأون إلى انتقاء التلاميذ، أثناء التوجيه وكذا في حال اضطر التلاميذ إلى الإعادة، كأن يتم الاستناد إلى معدل التلميذ خلال العام الفارط، مقابل قبوله أو رفضه، إضافة إلى المحاباة والعنصرية. فعلى غرار ما يعانية التلميذ زاوي مأمون الذي لم يتعد عمره 16سنة بإكمالية البشير الإبراهيمي بشلالة العذاورة والذي كان من المفترض أن يعيد السنة الرابعة متوسط بنفس الإكمالية، إلا أنه وبعدما أراد التسجيل تفاجأ برفض مدير هذه الإكمالية استقباله في مؤسسته بحجة أن عدد التلاميذ في القسم الواحد بلغ الأربعين تلميذا، مما حرم التلميذ من الدراسة ما جعل مدير هذه المؤسسة الذي عين جديدا بهذه الإكمالية، يؤكد لولي التلميذ أن ابنه غير مقبول بمؤسسته وما عليه إلا البحث عن إكمالية أخرى تستقبله. هذا ما دفع بولي التلميذ، إلى مناشدة وزير التربية الذي طالما تحدث وأصدر عشرات التعليمات للحث على ضرورة استقبال التلاميذ الذين لم تتعد أعمارهم 17سنة. الحال نفسه يعيشه التلميذ عزالدين الذي يدرس بالسنة الثانية متوسط بعد رفض مدير إكمالية عماري العماري بعين بوسيف استقباله ضمن تلاميذ المؤسسة، حينما توجه بطلب تحويل، باعتبار أن هذه المؤسسة أقرب إلى مكان إقامته، إلا أن هذا الأخير رفض قبول طلبه، بينما انتقى آخرين لتسجيلهم ''بإكماليته'' منهم من يقطن خارج البلدية، ما زاد من معاناة التلميذ الذي يضطر إلى التنقل يوميا لمسافة 20دقيقة سيرا على الأقدام من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة بالإكمالية الأولى لمزاولة دراسته، وهذا ما عرض هذا التلميذ إلى الحرمان من تناول وجبة الغذاء باعتبار أن التوقيت الذي يفصل حصص الصبيحة عن المساء ساعة واحدة. الأمر ذاته يعرفه تلاميذ العزيزية الذين كان تعنت مدير ثانويتهم وإهانته للأساتذة سببا وراء إضراب الأساتذة وتعريض التلاميذ إلى سنة بيضاء، خاصة وأن آخر الأخبار تؤكد تعنت المدير وإصرار الأساتذة على إبقاء الإضراب مفتوحا حتى رحيل المدير، كما أكد العديد من أولياء التلاميذ بإكماليات البروافية، أن عمليات تحويل أبنائهم من مؤسسة إلى أخرى باتت تتطلب إحضار كشف النقاط، حتى وإن كان عمر التلميذ ومكان إقامته، يسمحان بتسجيله بهذه المؤسسات، إلا أن معدل التلميذ أصبح أكثر أهمية. وقد أكد في هذا الخصوص العديد من أولياء التلاميذ، أن هذه التصرفات الإرتجالية التي تهدد بتسريح العشرات من التلاميذ ورميهم إلى الشارع تطبق مع التلاميذ ''الزواولة فقط'' بينما يبقى أبناء المسؤولين والنافذين فوق كل اعتبار.