تجمع ما يقارب 15 ألف لاجئ مالي على الحدود الجزائرية في انتظار السماح لهم بالالتحاق بمخيمات اللاجئين في الجزائر، فيما تفيد معلومات بتوجه ما يقارب نصف مليون لاجئ إلى الحدود الجزائرية فرارا من الحرب التي تشهدها المناطق الشمالية في مالي، مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية حقيقية، فيما عززت الجزائر قواتها العسكرية لإغلاق الحدود لضمان أمنها. وأوضح أكاديميون مشاركون في ندوة نظمها المركز الجامعي في تمنراست أول أمس، أن الحرب في مالي عززت عمليات التهريب عبر الحدود، الجريمة المنظمة إلى جانب ارتفاع الهجرة غير الشرعية من المناطق الصحراوية باتجاه أوروبا، وحذروا من الخطر الذي يحدق بالجزائر رغم تعزيز الموارد المالية لحماية الحدود، وأضافوا أن الإرهاب لم يعد منحصرا في منطقة معينة وإنما انتشر عبر شبكات سريعة الحركة منتشرة في الصحراء الكبرى وخصوصا شمال مالي الذي يعرف بشساعة مساحته. وأكد الدكتور عمر فرحاتي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بسكرة، أن 600 عائد من أفغانستان انضموا إلى الشبكات المسلحة العاملة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، مشيرا إلى أن الإرهاب استمد قوته من عدد ضحايا هجماته الإرهابية وعمليات الاختطاف التي استغلها لرفع ميزانيته المالية وعززت قوته كمفاوض مع أكبر دول العالم على رأسها فرنسا، وقال إن عدد المهاجرين الزاحفين نحو الدول المغاربية تمهيدا للهجرة إلى أوروبا فاق 250 ألفا، إلى جانب انتشار الأسلحة الثقيلة المهربة من ليبيا. وهناك إحصاءات أوروبية أظهرت أن 30 بالمائة من المخدرات المستهلكة في أوروبا، والتي تقدر قيمتها ب1.8 مليون دولار، تأتي من البلدان الإفريقية، معتبرا أنه من الصعب فرض رقابة صارمة على الحدود الجزائرية التي تمتد على 6000 كلم. وأكدت مصادر أن المخابرات الفرنسية بدأت إلى جانب نظيرتها الأمريكية في استنطاق الرهائن من العناصر الإرهابية التي أسرت من قبل القوات المالية والإفريقية والفرنسية خلال العملية العسكرية “سرفال"، شمال مالي. وأفادت المصادر بأن القوات المتحالفة تحتجز أكثر من 200 سجين، غالبيتهم مقاتلون عاديون في فروع “القاعدة" و«أنصار الدين" و«التوحيد والجهاد" . هدى.م فيما أكدت حمايتها للمدنيين بمختلف أعراقهم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد تتهم “التوحيد والجهاد" بإثارة الفتنة اتهمت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد حركة التوحيد والجهاد بمحاولة ضرب عمق المجتمع الأزوادي، وذلك إثر نشرها لمعلومات كاذبة تفيد بتنفيذ حركة الأزواد لعمليات استيلاء على ممتلكات وسيارات يملكها عرب الأزواد، مؤكدة أنها أكاذيب تهدف إلى تقسيم المجتمع الأزوادي وتهدد مستقبله، واتهمت حركة التوحيد والجهاد بنشر هذه الأكاذيب انتقاما منها لأنها تعيق نشاطها في تهريب المخدرات. وانتقدت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد في بيان لها أمس، المعلومات التي أفادت بوجود صراع بين العرب والطوارق في مالي، وأشارت إلى أنها تعرضت إلى هجمات من قبل حركة التوحيد والجهاد في مدينة الخليل الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود الجزائرية منذ 3 أيام، كما هوجمت من قبل الحركة العربية الأزوادية في الفترة ذاتها. وأكدت الحركة على التعايش السلمي بين العرب والطوارق منذ قرون من الزمن، مشيرة إلى أنه تربطهم علاقات ثابتة ووطيدة، لأنهم عانوا جميعا من السياسات التمييزية التي مارستها حكومة مالي على سكان الشمال، وأشارت إلى أنه خلال مؤتمر “تينزاواتان" قامت عناصر عديدة كانت ضمن الحركة العربية الأزوادية بالانضمام إلى الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، بالنظر إلى الرؤية المشتركة لمستقبل الأزواد، وأكدت أنها ستعمل دائما على تمثيل وحماية شعب الأزواد بعيدا عن العنصرية العرقية، معلنة أنها لا تعترف بالتمييز بين لون البشرة أو الدين، وإنما تهدف إلى حماية المدنيين باختلاف أعراقهم من عرب، سونغاي أو طوارق، ولن تسمح بخلق مشاكل بين مختلف مكونات الشعب المالي الذي لطالما كان متفاهما ومتعايشا بسلام. وذكّرت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، أن الحركة العربية الأزوادية قد شنت هجمات على مواقعها في مدينة الخليل، واتهمتها بالعمل إلى جانب حركة التوحيد والجهاد، وهي منظمة إرهابية، معتبرة أنها وإلى جانب المجتمع الدولي تعتقد بأن كل جماعة تساعد أي منظمة إرهابية تعد هي الأخرى جماعة إرهابية ولهذا من الواجب محاربتها. هدى مبارك