عملت “البلاد" من مصادر أمنية مطلعة، أن قوات الجيش الوطني الشعبي بولاية سكيكدة، تمكنت ليلة الأحد إلى الاثنين من إجهاض اجتماع جهوي كانت كتيبة “الفتح المبين" بالقل تحضر لتنظيمه، بحضور قياديين ارهابيين ينتمون لما يسمى ب«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وجاء تحرك مصالح الأمن بعد ورود معلومات تفصيلية للقيادة الجهوية الخامسة للجيش حول تحضير قيادات إرهابية معروفة بنشاطها الدموي بالمقاطعة السادسة للجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، لعقد لقاء تنسيقي بالغابات الكثيفة لمنطقة القل التي تربط إقليم ولايتي سكيكدةوجيجل وتحديدا في منطقة الصرى لخميس ببلدية بني زيد. وأفاد مصدر أمني موثوق أن قوات الجيش شنت عملية عسكرية كبيرة ضد معاقل الإرهاب بالمناطق الجبلية القريبة من بلديات بني زيد والقل وكركرة والزويت غرب سكيكدة، بناء على تحريات تحدثت عن وجود حوالي 25 إرهابيا بالمنطقة يحضرون لعقد اجتماع. وتقول المصادر إن المداهمات التي قامت بها الوحدات الأمنية أعقبتها اشتباكات متقطعة قبل أن تفر الجماعة الإرهابية إلى أدغال الجبال المجاورة. وأشارت مصادر محلية مطلعة إلى أن الإرهابيين الذين تستهدفهم الحملة العسكرية، تسللوا من غابات ولاية جيجل، عقب الحصار المضروب عليها من طرف قوات الجيش هناك، وهم الآن حسب المصادر نفسها بصدد البحث عن مواقع جديدة أكثر أمنا وبعيدا عن حملات الملاحقة البرية والقصف الميداني والجوي. وأضافت مصادرنا أن قوات الجيش تمكنت من محاصرة جماعة إرهابية مسلحة بكل من غابات “الزويت" و«الكوفي"، وهي إحدى أهم معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت لواء كتيبة الفتح. واستعملت عناصر الجيش الطائرات المروحية والمدرعات الآلية في شن حملتها الواسعة والمكثفة، لضرب أبرز المواقع الغابية المعروفة باحتوائها للجماعات الإرهابية، حيث عمدت عناصر الجيش إلى استعمال تقنيات حربية دقيقة متخصصة في محاربة الإرهاب. وتابعت المصادر أن قوات الجيش بهذه العملية تكون قد أحبطت مخططا إرهابيا كان يهدف إلى شن هجمات انتحارية لتفجير مقرات هيئات رسمية ومقرات حكومية بإقليم الجهة الشرقية. وشنت الوحدات الخاصة حملة تمشيط استهدفت قصف معقل الإرهابيين بالمدفعية الثقيلة، وتمكنت من استرجاع أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، قبل فرار المجموعة المسلحة وسط الغابات الكثيفة بالشريط الجبلي. وتمكنت العناصر النظامية من العثور على مغارة مليئة بالمؤونة على وجه التحديد. ومعلوم أن المقاطعة السادسة التي تنضوي تحت لواء ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يقودها الإرهابي يوسف العنابي خليفة “محمد لمريقلة". وتشهد الجهة الغربيةبسكيكدة مرور قوافل ضخمة من العتاد والجنود بغرض محاصرة العناصر الإرهابية لتشديد الخناق على مسالك التحرك والتموين التي كانت تسلكها هذه الجماعة، بهدف شل كل تنقلات الإرهابيين وتفادي أي رد فعل قد يستهدف الثكنات العسكرية ودوريات الجيش بالمنطقة، نظرا لكثافة غطائها النباتي وتضاريسها الجبلية الصعبة.