لا يزال حزب الأفلان يراوح مكانه رغم إعلان المجاهد والسيناتور محمد بوخالفة ترشحه رسميا لمنصب الأمين العام، ولا يزال الأفلانيون في شد وجذب، كل يفرز مرشحا يريده خليفة لعبد العزيز بلخادم. وبادرت عديد الوجوه الأفلانية لإعلان استعدادها لتولي زمام الحزب العتيد، وسارعت نفس الوجوه لربط اتصالات مباشرة مع أعضاء باللجنة المركزية للحزب من أجل ضمان دعم ومساندة على "الورق"، غير أنّ ذلك ليس بكاف لضمان منصب الأمين العام، خاصة في ظل التأرجح الذي يلاحظ في كثير من المجموعات بين دعم هذا وذاك. وكان السيناتور عبد الرزاق بوحارة أول المرشحين ك "رجل إجماع" باستطاعته جمع قاطرة الأفلان، لكنّ رياحا أتت بما لا تشتهي سفن الأفلانيين وغيّبه الموت قبل أن يصل لكرسي مقر حيدرة، وبعد ذلك قذف باسم رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعيداني للواجهة بطريقة "ذكية"، أوحت للكثيرين بأنّه الرجل الذي باستطاعته تحقيق "التوافق". غير أنّ "طموحات" سعيداني لن توصله لشيء بعدما خرج محمد بوخالفة ليصرح بأنّه "مرشح رسمي" لمنصب الأمين العام وأنّه يحظى بدعم أعضاء التقويمية. كما يحظى بدعم كثير من أعضاء اللجنة المركزية من غير "التقويميين"، إضافة لكونه رئيسا للكتلة البرلمانية عن "الثلث الرئاسي" بمجلس الأمة، ما يجعله أقرب المرشحين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خاصة وأنّ كثيرا من المراقبين يرون أنّ حياد الجهات الفوقية غذى كثيرا أزمة الأفلان وعزز الغموض حول هوية خليفة بلخادم. لكنّ بعض الجهات لا ترى في "بوخالفة" ذلك الرجل الذي بإمكانه إرضاء جميع أجنحة الأفلان، ولا ذلك الرجل الذي يملك "القدرة" على قيادة الحزب في هذه المرحلة الحرجة، متخوفين من استغلاله من طرف بعض قيادات "التقويمية"، حيث يكون هو الأمين العام في الواجهة، وهم المسيرون الحقيقيون، وهذا ما عزز من اختلاف الأفلانيين حول "الصيغة" و«الكيفية"، فجماعة التقويمية ترى في شخص محمد بوخالفة "رجل التوافق" الذي يجب الالتفاف حوله، حيث أكّد القيادي عبد الكريم عبادة ل "البلاد" أنّه ورفقة كثير من أعضاء اللجنة المركزية سيسعون لتحقيق "إجماع" حول بوخالفة لتجنيب الحزب تشنجات وتشرذم جديد والتوجه مباشرة نحو استئناف دورة اللجنة المركزية و«تزكية" بوخالفة أمينا عاما جديدا، وهو الأمر الذي يستبعده الوزير السابق بوجمعة هيشور الذي أكّد ل "البلاد" أنّ كل هذه "الترشحيات" ليست إلاّ تسويقات وحملات استباقية خارج "المداولات الرسمية"، مشددا على أنّه من المستحيل تحقيق أي "توافق" أو"إجماع" سواء حول شخصية بوخالفة أو غير بوخالفة، متسائلا "كيف لهؤلاء الفرقاء أن يتفقوا على شخصية واحدة؟". وأضاف هيشور أنّ الأزمة التي يعيشها الأفلان اليوم تستدعي حلين لا ثالث لهما، فإمّا أن يتدخل الرئيس بوتفليقة ويستدعي دورة اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد، أو يجتمع ثلثي أعضاء اللجنة المركزية لاستدعاء الدورة، غير أنّ الأمين العام المقبل بالنسبة لهيشور لن يخرج إلاّ من الصندوق، مثلما تمّ تنحية الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم. وتساءل هيشور عن السبب في إصرار البعض على مسألة "التوافق" وهو الأمر الذي يستحيل تحقيقه حاليا، ليستدرك ويقول "لعلها مصالح ومآرب خاصة وراء هذا". نسيم عبدالوهاب