دقت جمعيات أحياء البناءات الجاهزة بالشلف ناقوس الخطر إزاء ما يفرزه تأخر هدم مخلفات زلزال الأصنام 1980 من مضاعفات خطيرة، في ظل انكماش مواقف والي الولاية في التعامل مع الملف وتغييبه الجمعيات المشتغلة على هذا الأخير في اجتماعات مصيرية من أجل تسوية وضعية “البراريك". كما حذرت من حدوث مناطق ضغط في قادم الأيام بسبب البيروقراطية القاتلة التي تطبع عملية القضاء على 18163 بناية من شاليهات “العار" التي فرخت عديد المآسي والأمراض الفتاكة كداء السرطان الخبيث الذي أحال قرابة 60 في المائة من قاطني هذه “الأقفاص “ على مصحات خاصة في البليدة والجزائر العاصمة. وتشير المعطيات إلى أن عملية هدم البناءات ذاتها ليست اليوم أو في الأمد القريب بسبب التعقيدات البيروقراطية والتقنية التي عطلت عملية محو هذه “البراريك" التي شوهت كثيرا المنظر العمراني. وتؤكد لغة الأرقام الميدانية أن ثمة حصيلة محتشمة من العائلات القاطنة في هذه البناءات تجاوبت مع التعقيدات ذاتها ببلدتي الشلف والشطية، حيث لم يتعدد عدد الملفات المودعة على مستوى لجنة الولاية لقبول الإعانة المخصصة من قبل الدولة لفائدة العائلات المنكوبة، حدود 3000 حالة فقط من أصل عدد العائلات المحصاة المعنية بذات الهبة المالية. في السياق ذاته، رفعت عديد العائلات التي قبلت بهبة 128 مليون سنتيم، أصواتها للتنديد بقلة الموارد المالية وكثرة الحواجز البيروقراطية في الحصول على الهبة. وتساءل العديد من المتشائمين المعنيين بهذه الهبة عن سر هذه التعقيدات الإدارية التي حالت دون حصولهم على الإعانة في وقتها المحدد على الرغم من وجود مخصصات مالية وتدابير استعجاليه تمكن العائلات المعنية بالإعانة من الاستفادة منها حالما يتم الموافقة على الملفات، وقال آخر إنه على الرغم من تواضع الهبة المالية التي لا تضاهي حجم المعاناة وطول الانتظار الذي دام 32 سنة، إلا أن السلطات لا تزال تتعامل بمنطق أعرج في تسوية الوضعية الخطيرة التي بلغتها عائلات “الشاليهات". ولفت بعض المنكوبين إلى أن السلطات المحلية تتعمد وضع عقبات تحول دون حصولهم على الهبة، ما يؤشر على صعوبة ضبط النفس لكثير من المعنيين بالاستفادة منها في ظل السخط الشعبي الهائل لبعضهم وتهديدهم بنقل غضبهم إلى الشارع، بدليل مسيرة المراوحة بين المكاتب الإدارية جيئة وذهابا للحصول على وثائق صعبة. ويشير آخرون بأصابع الاتهام إلى والي الولاية الذي لم يهون من التعقيدات الإدارية وظل موقفه على شاكلة “شاهد ماشافش حاجة". خ/ رياض