بعد تحقيق «البلاد» حول مخاطر الأميونت على صحة قاطنيها بالشلف بعد أربعة أشهر من المد والجزر، تم ترسيم الاتفاق المبرم بين السلطات العمومية بالشلف والتنسيقية الولائية لجمعيات أحياء البناءات الجاهزة، يقضي ببدء توزيع إعانة 120 مليون سنتيم على قرابة 19 ألف عائلة منكوبة تقطن في شاليهات منذ 32 سنة بالتمام والكمال. وجاء الإعلان عن ترسيم الإعانة المالية في اجتماع ضم والي الشلف محمود جامع بممثلي المنكوبين في مقر الولاية، بعد فترة من الجفاء سادت علاقة الطرفين وميزتها شدة التوتر وفرط الاستياء في أوساط المتضررين من محنة زلزال الأصنام 1980 التي تبقى آثارها بادية للعيان في صورة «البراريك» التي تحاصر قرابة 28 بلدية في الولاية ذاتها. وقال مصدر مسؤول ل«البلاد»، إن الاجتماع الثاني الذي جمع الطرفين، استغله الوالي لتأكيد ترسيم الإعانة بصفة رسمية وأن السلطات المركزية منحته كامل الصلاحيات للشروع في تسريح الإعانة بعد التنسيق المحكم الذي دار بين الدوائر الوزارية المعنية بملف البناءات الجاهزة، لافتا إلى أن الإعانة المالية تمنح دفعة واحدة للعائلات المنكوبة التي أحصتها لجان الدوائر مؤخرا بالاشتراك مع أعضاء تنسيقية البناءات الجاهزة. كما تتكفل الخزينة العمومية بدفع 8 ملايين سنتيم قيمة نفقات هيئة الرقابة التقنية للبناء «سيتيسي» التي ستتولى مهمة متابعة أشغال البناء وتتبع مراحل تصميم الورشات. وفي السياق ذاته، شدد الوالي على مبدأ القضاء على الشاليهات فور استفادة كل عائلة من إعانة 1.2 مليون دينار جزائري والتي تكون قد حققت بعض الارتياح في أوساط المنكوبين بعدما رفضوا جملة وتفصيلا قبول إعانة 700 ألف دينار جزائري التي أعلنت عنها وزارات السكن، المالية والداخلية والجماعات المحلية. كما تم الاتفاق على منح كامل الأولويات للمنكوبين في عملية الحصول على حصص الاسمنت لأجل تمكينهم من بناء مساكن لائقة بعيدا عن موجة الغلاء الفاحش التي تشهدها أسعار الاسمنت في الشلف والتي بلغت معدلات قياسية بفعل المضاربة غير المشروعة. واللافت أن سعر الكيس الواحد بوزن 50 كلغ الذي بلغ مستوى 1000 دج، شكل موضوع اهتمام ممثلي التنسيقية الذين أعربوا عن مخاوفهم من تعطل وتيرة بناء المساكنالجديدة بسبب الأسعار الباهظة لأكياس الاسمنت، لكن هذه المخاوف بددها الوالي وطمأن الحضور بفرض سلطاته لتطبيق قرار منح أولوية الاستفادة بأسعار مرجعية للمستفيدين من الإعانة من خلال قوائم المستفيدين التي تحتفظ بها مصالحه. مع العلم أن الاجتماع جاء بعد يوم واحد من التحقيق الذي نشرته «البلاد» بخصوص مخاطر مادة الأميونت على المنكوبين في فصل الصيف، ونقلت شهادات حية لقاطني البناءات وتصريحات ممن يتذكرون بعض المنكوبين الذين ماتوا بمرض السرطان نتاج تأثرهم بمادة الأميونت السامة التي تفرز تفاعلات كيماوية في فصل الصيف.