فجّر الدكتور سمير صبري، المحامي وصاحب دعوى وقف إجراءات الانتخابات النيابية في مصر، مفاجأة قانونية وقضائية هامة تتعلق بتوصية “هيئة المفوضين” بالمحكمة الإدارية العليا التي صدرت، الأربعاء، برفض أي طعون على قرار محكمة القضاء الإداري الصادر مؤخراً بوقف وبطلان إجراءات الانتخابات النيابية. وتعد هيئة المفوضين هيئة قضائية معتبرة في المحكمة الإدارية العليا وقراراتها عبارة عن توصيات يجوز للمحكمة أن تأخذ بها أو لا، ولكنه يتم في الغالب الأخذ برأيها. وأثارت خطوة الرئاسة المصرية بالطعن على حكم القضاء الإداري بوقف الانتخابات موجة غضب سياسية وقانونية في مصر، على اعتبار أن الرئاسة وعدت فور صدور الحكم بعدم الطعن فيه، لكنها خالفت ذلك بخطوتها اليوم. وقال سمير صبري ل”العربية.نت”: “هيئة مفوضي الدولة أودعت تقريرها حول القضية يوم الأربعاء الماضي، وإيداع هذا التقرير إجراء قانوني وخطوة هامة للنظر في أي طعن، حيث بمجرد إيداعه تم تحديد جلسة اليوم للنظر في القضية موضوع الطعن، والتي رفعها محمد العمدة نائب سابق في البرلمان المنحل عام 2011″. كما أكد صبري أنه “ما كان يجب على الرئاسة أن تطعن على حكم القضاء الإداري كما وعدت بذلك فور صدور الحكم بوقف إجراءات الانتخابات النيابية، ولكن هذا هو عهدنا بها، حيث تعد بأشياء ولا تنفذها وتصرح بأشياء ثم تكذبها”. وأضاف “من المفاجآت أيضاً في قضية الطعون أن المحكمة الدستورية العليا تسلّمت ملف القضية بالكامل ولا يجوز لأي محكمة أن تنظر فيها، وبالتالي فإنه مع صدور تقرير هيئة المفوضين بعدم قبول الطعن ومع عدم جواز نظر القضية طالما وصلت الى المحكمة الدستورية العليا، فإن الحكم المتوقع هو بطلان الطعن المقدم من الرئاسة أو غيرها على حكم القضاء الاداري السابق بوقف الانتخابات النيابية المصرية”. الرئاسة في حرج شديد وتابع صبري قائلاً “إنه كان على الرئاسة المصرية التريث قليلاً وسؤال مستشارين فنيين وقانونيين في مثل هذه القضايا قبل أن تقع في هذا المأزق، حيث وضعت نفسها في حرج شديد مع القوى السياسية والقضاء في نفس الوقت”. وكان محامي الإخوان المسلمين عبدالمنعم عبدالمقصود قد طلب تأجيل نظر الدعوى التي أقامها النائب السابق محمد العمدة ضد قرار وقف إجراءات الانتخابات النيابية لضمّها إلى قضية هيئة قضايا الدولة التي رفعت طعناً أيضاً نيابة عن الرئاسة المصرية ورئيس مجلس الشورى ووزير العدل ضد نفس القرار الصادر بوقف إجراء الانتخابات. ردود فعل غاضبة وكانت الرئاسة المصرية قد تقدمت اليوم بطعن رسمي ضد قرار وقف الانتخابات النيابية، ما أثار ردود فعل غاضبة بين القوى السياسية ضد الرئاسة. واعتبرت هذه القوى أن قرار الرئاسة يخالف ما وعدت به، حين قال د. محمد فؤاد جاد الله، مستشار الرئيس القانوني، في تصريحات إعلامية فور صدور الحكم: “قولاً فصلاً ونهائياً، الرئاسة لن تطعن على الحكم”. وفي هذا السياق أكد د. محمد أبوالغار، عضو جبهة الإنقاذ: “إن هذا الإجراء من قبل الرئاسة يؤكد أن مكتب الإرشاد هو الذي يحكم مصر؛ لأن جماعة الإخوان هي الوحيدة التي تطالب بإجراء الانتخابات في أسرع وقت، ولم تكن مستريحة للحكم بوقف الانتخابات”. وقال الدكتور محمد محيي الدين، عضو مجلس الشورى عن حزب “غد الثورة” أحد مقيمي دعوى إلغاء قرار الرئيس بدعوة الناخبين للاقتراع وإعادة قانون الانتخابات للمحكمة الدستورية، إن الطعن الذى تقدمت به الرئاسة يعد استهانة وعدم احترام للشعب، خاصة بعد التصريحات المتكررة لمؤسسة الرئاسة بعدم الطعن على القرار واحترام أحكام القضاء”. وطالب محيي الدين الرئيسَ مرسي ومستشاريه خاصة محمد فؤاد جاد الله بتقديم اعتذار للشعب المصري، على عدم احترامهم له وكأنهم يتكلمون مع شعب ينسى ولا يفهم، مشدداً على ثقته الكاملة بحكم الإدارية العليا.