180 مليون دولار سنويا لاستيراد 120 طنا من القهوة حذّر رئيس مؤسسة إنتاج وتحويل القهوة “أفريكا كافي” وعضو المكتب الوطني للمصدرين، فؤاد حمداني، من نتائج التجاوزات في تحويل مادة القهوة من قبل معظم المحولين في الجزائر والتي تسبب أمراضا مزمنة، كما تصيب الرجال بأمراض الجهاز العصبي والنساء بمرض سرطان الثدي. كشف حمداني، خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمقر اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، أن منتجي أو محولي القهوة في الجزائر يعمدون إلى تجاوزات رغم علمهم بخطورتها على صحة المستهلك، حيث يقومون بتعويض نسبة 20 بالمائة من وزن القهوة المفقود عند التحميص بإضافة مادة السكر المحروق رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي حذرت من خطورة هرمون “أكغيناميد” الذي ينتج عن السكر المنصهر في درجة حرارة 120. وأضاف أن الأكياس الورقية التي تعلب فيها القهوة في الجزائر غير مطابقة للمواصفات لأن القانون يفرض تعليب هذه المادة باستعمال مادة الألمنيوم التي تمنع دخول الهواء إلى مركبات القهوة المطحونة. وكشف المتحدث، الذي تحصل على شهادة خبير في القهوة في العديد من المخابر الدولية، أن القهوة المستوردة في الجزائر تعد من بين أقل الأنواع جودة في العالم، وتنحصر في نوع “روبيستا” بنسبة 95 بالمائة، فيما يحرم الجزائريون من نوع “أربيكا” المعروفة بجودتها، فيما أكد أن الجزائر تصرف 180 مليون دولار سنويا على استيراد 120 ألف طن من القهوة، إذ تعد من أكبر الدول المستهلكة لهذه المادة، فيما تعد الفيتنام وأندونيسيا وساحل العاج أكبر الدول المصدرة للجزائر. من جانبه، دعا الناطق الرسمي للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، السلطات المعنية إلى إلغاء نسبة 10 بالمائة من الضريبة الداخلية على الاستهلاك التي تقتطع من منتجي ومحولي مادة القهوة، بهدف التخفيض من أعبائهم المالية والضريبة الجمركية التي تقدر ب30 بالمائة والضريبة على القيمة المضافة ب17 بالمائة، وهو ما سينعكس سلبا على النشاط التجاري لهؤلاء، مما يدفعهم للجوء إلى مثل هذه التجاوزات الخطيرة، وطالب بإجبارية استعمال الفواتير في المعاملات التجارية لقطع الطريق على مسوقي القهوة المغشوشة. وأشار بلنوار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات رقابية من قبل وزارة التجارة، للحد من الغش والتجاوزات التي يقع ضحيتها المستهلك، إلى جانب فرض عقوبات على الذين يتاجرون بصحة المواطن.