سجلت أسعار القهوة مستويات قياسية مقتربة من 1740 دولار للطن بالنسبة لنوعية ''روبيستا'' والمستوى نفسه تقريبا لنوعية ''أرابيكا''. ويتوقع الخبراء أن تظل الأسعار مرتفعة خلال الستة أشهر المقبلة، ما يجعل العبء يقع بالخصوص على الدول النامية المستهلكة وغير المنتجة من بينها الجزائر. أشارت مواقع وسطاء البورصة إلى أن مادة القهوة تعرف نموا وزيادة مستمرة في مختلف الساحات المالية وأن نوعية ''أرابيكا'' و''روبيستا'' عرفت نسبة نمو معتبرة بلغت 90 بالمائة خلال أسابيع. وبدأت أولى مؤشرات الزيادة بعد أن قام المضاربون بتوظيف مبالغ مالية على مادة القهوة، متوقعين تراجع أسعارها على المدى القصير، وبالتالي جني أرباح لدى البيع في الأسواق الآجلة. وقد بلغ الطن من القهوة في بورصة لندن 00,1736 دولار للطن بالنسبة لنوعية روبيستا. ويتوقع أن يصل الطن إلى 1757 دولار في جانفي 2011 ثم 1780 دولار في مارس و1800 دولار في ماي 2011 لدى التسليمات الآجلة، ما يعكس استمرار الزيادة في الأسعار خلال الفترة اللاحقة. وفسر خبير في البورصة ل''الخبر'' التقلبات المسجلة على هذه المادة بنقص العرض بالخصوص، إذ أن هنالك صعوبة للتزود بمادة جيدة النوعية في الأسواق بالنسبة لكافة البلدان بما في ذلك الجزائر وبلدان شمال إفريقيا. ويقوم الوسطاء والمضاربون ببيع مواقعهم وشراء القهوة بأسعار أعلى لضمان التزاماتهم، حيث قاموا بالبيع بأجل ومعهم مضطرين لأن يسلموا المادة للزبائن. ومن المعلوم أن أهم المنتجين لنوعية أرابيكا مثلا هم البرازيل أول منتج ومصدر وكولومبيا ثاني منتج ومصدر فالمكسيك وغواتيمالا ثم نجد إفريقيا الشرقية منها إثيوبيا وأوغندا. وتعاني العديد من هذه البلدان هذه السنة من سوء المحصول على رأسها كولومبيا التي تراجع إنتاجها بنسبة 32 بالمائة، وقد عرف الإنتاج العالمي انكماشا بنسبة 6,6 بالمائة لموسم 2009/ .2010 وكنتيجة لذلك يعرف سوق القهوة ندرة، فضلا عن عدم وصول المحصول الجديد المنتظر في أكتوبر من البرازيل وكولومبيا، الأولى تواجه هاجس الجفاف والأخرى نسبة الرطوبة العالية التي ستؤثر كثيرا على الإنتاج، علما أن الجزائر تتزود من البرازيل وكولومبيا، كما تتزود من كوت ديفوار والكامرون وتتأثر بالتالي من ارتفاع واردات هذه المادة التي عرفت استقرارا في مستوى 120 مليون دولار خلال السداسي الأول.