أكد بابا ولد الشيخ، رئيس بلدية تركينت بمالي، أن السلطات الكندية تكون قد دفعت فدية معتبرة لتحرير الرهينتين الكنديتين روبار فولر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى النيجر وزميله لوي فاي. وفيما لم يكشف رئيس البلدية في حواره مع اليومية الكندية ''قلوب اند مايل'' قيمة الفدية المدفوعة لقاء تحرير الرهينتين المختطفتين في ديسمبر من السنة الماضية شرق نيامي، أكد المتحدث في سياق متصل، أنه كان على اتصال دائم مع مختار بلمختار، مشيرا في نفس السياق إلى أن الإرهابي المكنى ''أبو العباس''. كان المسؤول عن عملية اختطاف الدبلوماسيين الكنديين، باعتباره أحد قادة تنظيم ما يسمى بالقاعدة في المغرب الإسلامي. كما كشف بابا ولد الشيخ وهو رئيس إحدى البلديات النائية المعزولة عن أن المختطفين كانوا قد طلبوا أموالا طائلة مقابل تحرير الرهينتين، قبل أن يستقر مجددا رأي الارهابيين على تبادل الرهينتين مع إطلاق سراح العديد من الإرهابيين الموقوفين عند الجيش المالي دون أن يحدد بابا ولد الشيخ عدد هؤلاء الإرهابيين. وكشف المتحدث أن من بين الإرهابيين الذي أفرجت عنهم السلطات المالية لقاء تحرير الرهينتين المحتجزتين آنذاك عند تنظيم القاعدة، ثلاثة موريتانيين ورابع لم تحدد جنسيته، إلا أن هذا الإرهابي -حسب ذات المتحدث- خبير في صناعة المتفجرات. وفيما لم يكشف صاحب الحوار عن وجهة أموال الفدية والجهة التي استفادت منها، تأتي المستجدات التي ما فتئت تظهر في ملف الرهائن المختطفين في صحراء الساحل، لتؤكد أن الحكومات الغربية لا تلتزم بالقوانين التي أقرتها تشريعات بلدانها والتشريعات العالمية بشأن منع دفع الفدية للإرهابيين، وهو نفس السلوك الذي يسلكه مسؤولون في مالي مما جعل العديد من الدول ومنها الغربية تطرح تساؤلات كثيرة عن جدية هذه الدولة الإفريقية في مكافحة الإرهاب. كما تكشف ذات المعطيات عن أن مختار بلمختار المدعو بلعور الذي نسج علاقات أسرية في مالي مع جماعات الضغط القبلية، لازال يعتمد على نشاطاته الإرهابية التي جعلت من الثراء ابتداء احد أهدافها الرئيسية وتمويل الجماعات الإرهابية في الداخل بالأسلحة تباعا، خاصة في ظل ما تدره هذه التجارة غير الشرعية من أموال طائلة يستفيد منها زعماء القبائل من جهة والتنظيمات المسلحة من جهة أخرى. وعلى هذا الأساس، لم يكن برأي المتتبعين لملف الإرهاب، انسحاب الإرهابيين الجزائريين ناحية صحراء الساحل اعتباطيا، بقدر ما حاولوا اعتمادها كقاعدة خلفية دون المساس بمصالح زعماء القبائل الذين بسطوا نفوذهم على المنطقة الرمادية لعقود من الزمن.