زاد الغموض، أمس، حول مصير الدبلوماسيين الكنديين المختطفين في النيجر، بعد إعلان رئيس مجموعة المتمردين التوارڤ "جبهة قوى النهوض" في النيجر، أمس، أي ضلوع لحركته في خطف دبلوماسيين كنديين * أحدهما روبرت فولر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى النيجر، مما فتح المجال أمام احتمالات عدة أبرزها أن يكون الدبلوماسيين الكنديين وأحدهما موفد خاص للأمين العام لهيئة الأممالمتحدة قد تعرض للاختطاف من طرف تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" باعتباره التنظيم الذي يقف وراء أغلب عمليات الاختطاف في منطقة الساحل الإفريقي خلال السنوات الأخيرة.وكانت هيئة الأممالمتحدة أكدت، أمس، أن المبعوث الخاص للأمين العام السيد بان كي مون قد تعرض، فجر الاثنين، للاختطاف بمنطقة تيلابيري المحاذية لدولة مالي خلال تنقله دون إخطار السلطات بشأن تنقله وقد تم العثور على سيارته في أنحاء قرية كرمة. وتابع أنه عثر داخل السيارة "على ثلاثة هواتف نقالة وجهاز تصوير وقميص". * وأكد رئيس مجموعة المتمردين الطوارق "جبهة قوى النهوض" في النيجر محمد اوتشيكي كريسكا والذي يعتبر من رموز ثورة الطوارق في التسعينات في تصريح هاتفي لمندوب وكالة الأنباء الفرنسية في النيجر، أمس، أن "جبهة قوى النهوض تنفي بشكل قاطع ضلوعها في اختفاء" الدبلوماسيين.وأضاف المسؤول التارقي موضحا "لسنا على علم بذلك. أن الشخص الذي وضع هذه المعلومة على موقعنا الالكتروني خادع. فهذا النوع من التحرك مخالف لرؤية جبهة قوى النهوض ومقاربتها". وفي وقت سابق تبنى عملية الخطف بيان موقع من "مفوض الحرب" في الجبهة رضا اغ بولا وهو أيضا من الرموز التاريخية لحركة التمرد. وأكد أن روبرت فولر "في صحة جيدة وسينقل قريبا إلى مكان آمن، وسيسلم إلى معاونين آخرين سيكون في عهدتهم".وكانت الحكومة النيجرية أعلنت الاثنين اختفاء مبعوث الأممالمتحدة الخاص للأسلحة غير المشروعة الكندي روبرت فولر على بعد نحو أربعين كيلومترا غرب نيامي وقال المتحدث باسم حكومة النيجر ووزير الاتصالات محمد بن عمر لوكالة الأنباء الفرنسية أن "روبرت فولر الممثل الخاص للأمم المتحدة للأسلحة غير المشروعة اختفى في منطقة كارما على بعد نحو اربعين كيلومترا الى غرب نيامي".من جهتها، قالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة ميشال مونتاس أن ثلاثة أشخاص كانوا يسافرون الاثنين في سيارة تابعة لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية هم في عداد المفقودين.وأوضح بن عمر أن فولر الذي لا يقوم بمهمة رسمية، كان وصل الخميس الفائت إلى نيامي بعدما تلقى دعوة من السلطات للمشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين لقيام جمهورية النيجر في تيلابيري غرب البلاد.وأضاف أنه غادر العاصمة السبت برفقة شخصين بينهم سائق متوجها على ما يبدو إلى موقع سميرا على الضفة الأخرى من نهر النيجر، والذي يستثمره الكنديون، وذلك "من دون أن يطلب مسبقا إذن السلطات". ولفت بن عمر إلى أن سيارة أخرى مجهولة تحمل لوحة كونغولية طاردت سيارة الكندي منذ خروجها من نيامي.وقال الوزير أيضا "هذا الاختفاء يفاجئنا"، مؤكدا أن قوات الدفاع والأمن انتشرت في المنطقة في محاولة للعثور عليه. لكنه آسف، لكون فولر لم يبلغ السلطات ولا الممثلية المحلية للأمم المتحدة برحلته، وسبق أن أقام فولر مرتين في النيجر في إطار عمله، وتحاذي منطقة تيلابيري دولة مالي، وهي بعيدة من منطقة المواجهات بين الجيش النيجري ومتمردي التوارڤ الناشطين في الشمال.ومساء الاثنين، أعربت وزارة الخارجية النيجرية في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي عن "قلقها البالغ" حيال هذا الاختفاء وأضاف البيان "قبل أن يغادر نيامي، إستغنى (فولر) عن موظف البروتوكول الرسمي الذي كان في تصرفه. مذ ذاك، ورغم أعمال البحث التي قامت بها قوات الدفاع والأمن بالتعاون مع الأممالمتحدة، لا تملك الوزارة أنباء عن فولر ومساعديه" وتابع" تجهل الوزارة حتى الآن دوافع اختفائه".وأكدت وزارة الشؤون الخارجية الكندية في ساعة متأخرة من مساء الاثنين اختفاء دبلوماسيين كنديين في النيجر، أحدهما روبرت فولر، الموفد الخاص للأمم المتحدة، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ليزا مونيت في رسالة إلكترونية "نؤكد أن روبرت فولر الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى النيجر، ولوي غواي الدبلوماسي الكندي الذي يعمل لحساب الأممالمتحدة ويؤازر السفير فولر، مفقودان". *