قالت مصادر من المجلس الوطني التأسيسي التونسي إن نوابا بادروا بتحريك لائحة لوم ضد الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي بهدف سحب الثقة منه. وأوضح النائب في المجلس التأسيسي سمير بالطيب عن الكتلة الديمقراطية أن لائحة اللوم سيتم عرضها على رئاسة المجلس التأسيسي غدا قبل عرضها في جلسة عامة لمناقشتها. ويأتي تحريك لائحة اللوم عقب تصريحات المرزوقي المثيرة للجدل ضد من سماهم ب”المتطاولين” على قطر الخميس الماضي. وقال المرزوقي أثناء استلامه لأول صك من الأموال المنهوبة من المحامي القطري المكلف من الأمم المتحد باستعادة الأموال المنهوبة لدول الربيع العربي “أعتبر نفسي كتونسي وعربي أن الناس الذين يتطاولون على قطر بالسب والشتم عليهم تحمل مسؤولياتهم أمام ضمائرهم قبل أن يتحملوها أمام القانون”. ومجرد إطلاقه لتهديداته بدأت حملة شرسة على الفور على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحت شعار “أنا تطاولت على قطر.. وأنت متى؟”، واجتذبت الحملة أكثر من 25 ألف مشترك. وتصدرت تصريحات المرزوقي عناوين الأخبار ووسائل الإعلام في تونس بينما ارتفعت أصوات بالمجلس التأسيسي أعلى سلطة في البلاد لإعفائه من منصبه. وتنتقد أحزاب معارضة في تونس محسوبة على اليسار دولة قطر باستمرار بدعوى دعمها للمعسكر الإسلامي واختراقها “للسيادة”. كما يوجه معارضون انتقادات لقطر بعد استقبالها لصخر الماطري صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي المتورط في قضايا فساد ونهب، والذي فر من تونس بعد الإطاحة بالنظام السابق. وبدأت حملة التوقيع على لائحة اللوم ضد المرزوقي داخل المجلس التأسيسي منذ تصريحاته أثناء مشاركته في القمة العربية الأخيرة في قطر عندما دعا “إلى نصب المشانق لليسار التونسي إذا ما أراد الوصول إلى الحكم”. من ناحية أخرى، نشرت وزارة الداخلية التونسية أمس، صور المتهم الرئيسي، ويدعى كمال القضقاضي، وبقية المشتبه بضلوعهم في قضية اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد في 6 فيفري الماضي حين كان يهم بالخروج من بيته. واستنادا إلى إذن قضائي، طلبت الوزارة في بيان صدر عنها، “من كلّ المواطنين المساهمة في البحث عن المشتبه به الرئيسي وبقية الضالعين في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد”، وأضافت الوزارة أنّ كلّ من يدلي بأيّ معلومات هو محلّ سرية وحماية طبقا للقانون. كما وضعت أرقام هواتف الشرطة والحرس الوطني لتمكين المواطنين من التبليغ عن المتهمين.