^ يستقبل أكثر من 400 زائر يوميا ويعد واحدا من الأقطاب السياحية الخلابة في بلادنا يعتبر حمام قرقور، المسمى على أحد الأولياء الصالحين "سيدي الجودي" في الشمال الغربي لولاية سطيف، قبلة للسياح والمرضى خاصة خلال فصل الربيع لما له من مؤهلات طبيعية تستهوي الوافدين من كل أرباع الوطن لا سيما الولايات المجاورة، كما يعد واحدا من الأقطاب السياحية الحموية الخلابة في بلادنا، حيث تفننت الطبيعة في إبداعه وتصويره لمناظره الخلابة الخضراء التي يتوسطها وادي بوسلام بمياهه الزرقاء، به العديد من المرافق الخدماتية وأجنحة للنساء والرجال الذين يأتونه من كل جهة لما فيه من شفاء للمرضى خاصة أنه يحتل المرتبة الثالثة عالميا والأولى عربيا وإفريقيا من حيث معالجة الأمراض (الروماتيزم)، الأعصاب، الأمراض الجلدية، أمراض العيون وبعض أمراض النساء، حسب تقرير صادر عن مهندس المناجم الفرنسي "بازيليك" بعد قياسات للنشاط الإشعاعي الخاص بالمياه الحارة، لا سيما فيما يخص العلاج، والذي لم يلق حقه من الاهتمام الحكومي بالرغم من أهميته السياحية الكبيرة، ليكون شأنه بذلك شأن المناطق الكثيرة التي تزخر بها الجزائر. هذا الحمام الذي بات يستقبل أزيد من 400 زائر يوميا، إلا أن استغلاله وتسييره يبقيان ضعيفين حسب الكثير من المواطنين والعارفين في مجال السياحة، مما أثر سلبا على الدور الذي يمكن أن يلعبه لاسيما وأنه متواجد بمنطقة حمام قرقور الساحرة بطبيعتها الخلابة ومناظرها الجميلة وبجبالها الشاهقة، هذه الأخيرة التي تتدفق في أسفلها مياه منبع "عين شوف" الذي صنف حسب التقرير المذكور في الصف الثالث عالميا للينابيع الحارة ذات النشاط الإشعاعي بعد مياه "برماخ" بألمانيا، ومياه "جاشيمون" بجمهورية التشيك حاليا، والمرتبة الأولى عربيا وإفريقيا، حيث تقدر حرارة مياهه ب45 درجة مئوية. وحسب بعض الأطباء فإنها مناسبة جدا وما تحويه من مواد كيميائية للعلاج. وأمام هذا الصرح المعدني يحاذيه وادي بوسلام الذي يتوسط مدينة حمام قرقور بمياهه العذبة المتدفقة من باطن الأرض، والذي يعتبر مكانا مفضلا لكثير من العائلات على ضفافه لا سيما خلال فصلي الربيع والصيف. لكن رغم هذه الأهمية إلا أن المركب يعاني حالة متقدمة من التدهور، وتراجعا كبيرا للخدمات وخاصة الطبية منها، ناهيك عن الخدمات الفندقية والوضعية المزرية للحمامات بجناحيه، إضافة الى ضيق الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحمامات بسبب التجارة الفوضوية التي احتلت الأرصفة وحافتي الطريق نتج عنه طوابير للسيارات خاصة أن السيارات تعود من الطريق نفسه الذي تسلكه. وخلال تجوالنا بالمنطقة صرح بعض المواطنين بأن وضعية المركز تدهورت ولا تتماشى إطلاقا مع طموحات الوافدين إليه فالكل يشتكي خاصة بعد أن كان من المراكز التي لقيت في السابق اهتماما كبيرا منذ افتتاح أبوابه منذ 25 سنة، حيث تم آنذاك تجهيزه بأحدث الوسائل الطبية بعدما تحوله إلى مركب يأتيه المرضى من جميع أنحاء الوطن قصد العلاج، غير أن وضعيته تغيرت إلى النقيض خلال السنوات الأخيرة وهو على وشك فقدانه لبريقه السياحي والعلاجي، خاصة أنه لم يعد يرقى إلى طموحات المرضى الذين يقومون بالتداوي بأنفسهم في ظل غياب طاقم شبه طبي مؤهل علميا ومختص في ميدان التدليك الطبي وإعادة التأهيل الوظيفي والحركي. فمن بين 10 عمال يقومون بالعلاج في مجال إعادة التأهيل الحركي والوظيفي والتدليك الطبي وتشغيل الأجهزة المخصصة لذلك كالأشعة الحمراء وفوق البنفسجية وأجهزة العلاج بالذبذبات الكهربائية الكترو تيرابي، واحدة فقط بجناح النساء تحوز على شهادة اختصاص من المدرسة العمومية للصحة الوطنية. أما باقي العمال فيقومون بذلك عن طريق الخبرة التي اكتسبوها من اختصاصيين في المجال عندما فتح المركب أبوابه لأول مرة، ناهيك عن النقائص المسجلة في التدفئة والنظافة ومختلف المرافق التي تساهم في تحقيق الراحة للمريض. ويبقى هذا الصرح السياحي يحتاج إلى دعم والتفاتة جادة من طرف السلطات المعنية، قصد الاستفادة أكثر من مياهه المحتوية على إشعاعات نووية ساهمت في تحسين العديد من الحالات المرضية عولجت هناك، مما يتطلب ضرورة تسيير المركب بالطرق الحديثة. هذا ويأمل سكان المنطقة والوافدون عليه بضرورة تأهيل المسلك الذي من دون شك يفك مشكل الازدحام وعودة السيارات من الطريق نفسه سالكة. كما يبقى الأمل مرهونا مستقبلا بالدراسة التي تمس منطقة التوسع والازدهار السياحي لحمام قرقور وفق المرسوم التنفيذي رقم 10/131 المؤرخ في 29/04/2010 بمساحة 400 هكتار.