يعد المركب الحموي قرقور، بولاية سطيف، من أكبر الحمامات والمركبات السياحية الحموية والتي تم تصنيفها عالميا، حيث فتح أبوابه لعلاج المرضى عام 1987 أين تم تجهيزه بأحدث الوسائل الطبية آنذاك، فكان مقصدا للمرضى كون مياهه تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد تشيكوسلوفاكيا وألمانيا، وهذا لاحتوائها على الكبريت وكلور الصوديوم والإشعاعات النووية التي تستعمل في علاج بعض الأمراض الجلدية والتنفسية والعصبية، وأمراض النساء وأمراض التهاب المفاصل. رغم ارتفاع سعر التداوي بالعلاجات الحموية بالمركب والتي تقدر ب 43 ألف دينار يدفع المريض منها عند دخوله 37 ألف دينار، أما الباقي فيتم دفعه من طرف صندوق الضمان الاجتماعي لمدة علاج تدوم 21 يوما، يشتكي المرضى، الذين قدّر عددهم هذه السنة بأكثر من 700 مريض، من الوضعية المزرية بسبب نقص التدفئة في أروقة المركب، خاصة بقسم العلاج وفي غرف الاستراحة بعد الاستحمام. ويشتكي المرضى كذلك من تعطّل مصعد الفندق الشمالي مما يصعب نزول كبار السن والمصابين بإعاقات حركية، فبعد خروج المرضى من المسبح يتجهون إلى الغسل في مسبح المسالك الذي أصبح غير مستغل في أروقة باردة أثرت سلبا على صحتهم بسبب التغير المفاجئ في درجة الحرارة. لكن، ورغم الترميمات التي تمت في بعض أجنحة المركب كإعادة ترميم المرشات بطريقة حديثة، فإن ذلك لا يرقى إلى طموحات المرضى الذين يزاولون العلاج بأنفسهم، في غياب طاقم شبه طبي مؤهل علميا ومختص في ميدان التدليك الطبي وإعادة التأهيل الوظيفي والحركي. حيث تفيد معلومات تحصلت”الفجر” عليها، أنه من بين 10 عمال يقومون بالعلاج في مجال إعادة التأهيل الحركي والوظيفي والتدليك الطبي وتشغيل الأجهزة المخصصة لذلك، واحدة فقط بجناح النساء تحوز على شهادة اختصاص من المدرسة العمومية للصحة الوطنية، أما باقي العمال فيقومون بذلك عن طريق الخبرة التي اكتسبوها من اختصاصيين في المجال عندما فتح المركب أبوابه لأول مرة. ويقرّ العارفون بالعلاج في هذا الميدان أن إعادة التأهيل الحركي والوظيفي هو مؤهل علمي يتحصل عليه بعد ثلاث سنوات من التكوين العالي النظري والتطبيقي، أما الطبيب المختص فيتحصل على ذلك بعد 10 سنوات من التكوين، وهو الاختصاص الذي يفتقر إليه المركب، حيث تقوم بتحديد آليات علاجات المرضى طبيبة عامة، تساعدها ممرضة لا تحوز المؤهل العلمي تقوم بقياس ضغط الدم وغيرها. وتنقسم العلاجات الحموية إلى قسمين، قسم يعرف بالعلاج بالمياه وقسم العلاج الفيزيائي، بالإضافة إلى إعادة التأهيل الوظيفي للأعضاء، حيث يقوم بالتداوي في القسم الأول المرضى بأنفسهم معرضين أنفسهم للأخطار، لأن الاستعمال السيء لبعض العلاجات كالنضاخات الضاغطة والفقرية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تكلفهم غاليا وتسبب آلاما بالعصب الوركي، بالإضافة إلى التدليك تحت الماء الذي يقوم بها المريض لوحده. كما أن مجموع هذه المرشات المستعملة لهذا الغرض تحولت إلى ما يشبه حنفيات عمومية لا أكثر، يقصدها المرضى وغيرهم من الزوار الخارجيين، في الوقت الذي لا تستعمل بعض الأجنحة الأخرى كالعلاج بالحوض ذي الخلايا الأربعة، وعدم تشغيل جهازي الكشف بالأشعة. أما في مصلحة الاستقبال والمطعم، فإنك تحظى بحسن الاستقبال والترحيب، إلا أن وجباته لا ترقى إلى طموحات المرضى والزوار الذي يفوق عددهم في السنة 60 ألف زائر مقيم، ونفس العدد من الزوار غير مقيم، حيث تم استقبال خلال شهر أكتوبر فقط 5171 زائر مقيم بالمركب من بينهم 76 جاؤوا للتداوي عن طريق صندوق الضمان الإجتماعي، إذ تقتصر وجبات المطعم غالبا على العجائن وبعض الخضروات. لتبقى الفائدة الوحيدة التي يتحصل عليها المرضى هو الاستفادة من مياه المركب لاحتوائها على الإشعاعات النووية.. حيث أكد البعض أن حالتهم تحسنت بعد زيارة المركب وتتحسن أكثر لو تم تدعيم المركب بأخصائيين وتحسين خدماته، خاصة أن عملية ترميم تجري بالمطعم الأول والمرشات السفلى، مع ضرورة مراجعة مساهمة صندوق الضمان الاجتماعي في العلاج التي لم تتغير منذ الثمانينيات.