يأتي في الصف الثالث للينابيع الحارة ذات النشاط الإشعاعي بعد مياه ''برماخ'' بألمانيا و''جاشيموف'' بجمهورية التشيك حاليا، والمرتبة الأولى عربيا وإفريقيا من جهة ثانية، ودرجة حرارته المساعدة جدا والتي تقدر ب45 درجة، بعد قياسات النشاط الإشعاعي الخاص بالمياه الحارة التي قام بها مهندس المناجم بازيلياك في سنة 1938، ناهيك عن كونه يساعد على شفاء من بعض الأمراض كالروماتيزم، الأمراض الجلدية، أمراض العيون، بعض أمراض النساء وغيرها. هذه الثروة سمحت بإنجاز حمام معدني تقليدي ومركب معدني، ورغم ذلك يبقى استغلال هذه الثروة الطبيعية بعيدا عن الإمكانيات المتوفرة في ظل الإقبال الكبير للزوار حيث يصل سنويا إلى ما يفوق مليون زائر للبلدية من أجل السياحة الحموية من مختلف جهات الوطن. ويبقى هذا العدد مرشحا للارتفاع لو توفرت شروط الإقامة والترفيه بالنسبة للأطفال خاصة. فالحمام التقليدي ورغم جلبه اهتمام الكثير من الزوار لعدة اعتبارات خاصة التبرك بالولي الصالح ولتاريخ هذا الحمام والشهرة التي يتميز بها، واعتباره مصدر تمويل لميزانية البلدية من جهة وكونه العامل الرئيسي في دفع الحركية التجارية من جهة أخرى، إلا أن البلدية لم تستغل هذه الإمكانيات والعمل على تحسين ظروفه. فرغم إعادة بناء الحمام الخاص بالرجال، إلا أنه لم يكن وفق المواصفات التي تليق بحمام يوفر الراحة والاستجمام للزوار، إلا أن الاهتمام منصب من طرف المسؤولين على مداخيله المتمثلة في قيمة الكراء والتي تقارب المليار ونصف المليار سنتيم وكفى. من جهتة المركب المعدني الذي يخضع في تسييره لمؤسسة التسيير السياحي بالشرق والذي فتح أبوابه سنة 1987، و يحوي فندقين ب 69 غرفة و38 مسكنا عائليا من غرفة إلى 3 غرف وأربع فيلات ومطعمين، إضافة إلى مسبح وقاعة سينما هذه الأخيرة مغلقة وليس لها أي دور. ويستقبل هذا المركب يوميا خاصة في العطل حوالي 300زائر يوميا، إلا أن هذا المركب يعرف تدهورا سواء في منشآته أو في طريقة استغلاله وتسييره مما أثر على الدور الذي يمكن أن يلعبه في هذه المنطقة الساحرة بطبيعتها الخلابة ومناظرها الجميلة وبجبالها الشاهقة وبوادي بوسلام الذي يتوسط المدينة بمياهه العذبة المتدفقة من باطن الأرض، ليس هذا وفقط فبهذه المنطقة آثار رومانية تعرضت للتخريب، على غرار الحمام الروماني التقليدي الذي يعاني الإهمال، والكثير من الآثار التي اندثرت على غرار العروس الطرشة، الحمامات الرومانية، العرسان وهي عبارة عن أهرامات ذات مناظر خلابة.