كشفت صحيفة ذي ايكونوميست البريطانية، نقلا عن مصادر تونسية، أن السلطات الجزائرية حذرت نظيرتها في تونس من الخطر الذي تمثله جماعات متشددة في منطقة جبل الشعانبي بمحافظة الڤصرين المحاذية لولاية تبسة، بعدما وصلتها معلومات عن تنامي أعداد ونفوذ هذه المجموعة التي وجدت في المنطقة الجبلية ملاذا آمنا ومريحا للتخطيط والتدريب، وجمع الأسلحة للقيام بهجمات ضد أهداف في كلا البلدين. وأضافت الصحيفة أن الأمن الجزائري كان يراقب المنطقة عن كثب خشية انتقال نشاطاتها الى بلادنا، على اعتبار أن السلسلة الجبلية التي يقع فيها جبل الشعانبي لها امتداد في الإقليم الجزائري، مما جعلها تبلغ الطرف التونسي أن نشاطات هؤلاء الأفراد في المنطقة تهدد الأمن في البلدين، لكن وكما يبدو، فإن السلطات التونسية لم تأخذ الموضوع بعين الاعتبار، حيث كانت لديها اعتبارات سياسية كبّلت أيديها عن التعامل الحازم مع هؤلاء الأصوليين، وحتى الاعتداءات التي تعرض لها أفراد من الأمن التونسي، التي تسببت في جرح العشرات منهم جراء الألغام التي زرعها الإرهابيون، لم تدفع بالسلطة التي تسيطر عليها حركة النهضة الإسلامية لاتخاذ التدابير اللازمة. وحسب تحليل الصحيفة، فان السلطات التونسية كان بإمكانها تفادي المواجهات الحالية، لو استجابت للتحذيرات الجزائرية حينها، حيث لم يكن عدد المسلحين يتجاوز العشرين، وعملية بسيطة من الجيش التونسي، وخاصة وحدة مكافحة الإرهاب كان من شأنها القضاء جذريا على المشكل الذي بات يؤرق البلدين. لكن السلطات التونسية حسب الاكونوميست تريد حاليا استدراك خطئها السابق بطلب التنسيق عالي المستوى مع الجانب الجزائري، وبصورة خاصة تبادل المعلومات الاستخبارية، وحتى القيام بعمليات مشتركة في جبال محافظة الڤصرين، لا سيما مع تطور الأحداث هناك، والأضرار الأمنية والاقتصادية التي يمكن أن تتكبدها تونس من جرائها، الأمر الذي استدعى زيارة رئيس الجمهورية منصف المرزوقي شخصيا إلى مسرح الأحداث لطمأنة التونسيين أن الإرهابيين لا يمكن أن ينجحوا في مسعاهم الرامي لإقامة معقل حصين في جبل الشعانبي.