تواصل قوات الجيش التونسي ملاحقة مجموعتين إرهابيتين مشكلة من تونسيين وجنسيات أجنبية وهذا بولاية الكاف وجبل الشعباني على مقربة من الحدود مع الجزائر، فيما أكد الناطق باسم وزارة الداخلية التونسي العقيد مختار بن ناصر، على أن التعاون بين الجزائروتونس في مجال مكافحة الإرهاب يقتصر على تبادل المعلومات فقط دون القيام بأي عمل ميداني مشترك. أعلنت القوات المسلحة التونسية أنها تطارد مجموعتين من المقاتلين الإسلاميين قرب الحدود الجزائرية، واحدة في جبل الشعانبي والثانية بولاية الكاف، وقال الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي في تصريحات لوسائل الإعلام أن »هناك مجموعتين، واحدة في جبل الشعانبي وتضم 15 عنصرا، والثانية تضم عشرين شخصا في ولاية الكاف قرب الحدود الجزائرية«، فيما كشف مصدر امني في جبل الشعانبي أن مجموعة المقاتلين الإسلاميين مكونة من خمسين شخصا بين تونسيين وجزائريين، في حين تتحدث مصادر أخرى عن احتمال وجود جنسيات أجرى ضمن »الجهاديين«. وبالموازاة مع تردد معلومات عن طلب السلطات التونسية مساعدات من الجيش الجزائري لمواجهة المجموعات الإرهابية، وهذا على اعتبار أن الجيش الجزائري يتوفر على إمكانيات قتالية كبيرة، ويحوز على تجربة تؤهله لمقارعة المجموعات المسلحة، والحديث أيضا عن عمليات مشتركة بين الجيشين الجزائريوالتونسي على الحدود بين البلدين، قال الناطق باسم الوزارة العقيد مختار بن ناصر ردا على سؤال حول تعاون محتمل بين تونسوالجزائر، انه »يتم عبر تبادل المعلومات فقط«، وأضاف: »عندما تكون لدينا معلومات أكيدة نتبادلها، وليس هناك عمليات مشتركة على الأرض«. للإشارة تواجه تونس خطر تنامي النشاط الإرهابي وهو ما ترجمته الأحداث الأخيرة حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية إصابة 6 من أفراد الأمن في انفجار لغم في جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر الثلاثاء المنصرم وهذا أثناء ملاحقة عناصر إرهابية، وأضافت الوزارة في بيانها، الذي نشرته وكالة الأنباء التونسية الرسمية، أن من بين الجرحى ضابط في الحرس الوطني، أصيب بجروح بليغة. ويجري الحديث عن احتمال تحول التراب التونسي إلى قاعدة خلفية للنشاط الإرهابي وهذا في ظل تنامي العمليات المسلحة ضد الأمن التونسي، وكان القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا ''أفريكوم'' الجنرال كارتر هام حذر، خلال زيارة قصيرة قام بها إلى تونس، من أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يريد التموقع في تونس، وقال في تصريحات صحفية إن »تهديدات القاعدة في المنطقة جدية جدا، ويبدو لي جليا أنها تريد التموقع في تونس« مضيفا بأنه »مقتنع« بأن الحكومة التونسية »ملتزمة تماما بمنع القاعدة من وضع قدمها في تونس«. لكن في المقابل يتهم التونسيون حكومة بلادهم الإسلامية بقيادة حركة النهضة بالتساهل مع »الجهاديين« وهو ما دفع أيضا ب 19 جمعية ومنظمة حقوقية ومدنية تونسية إلى تحميل الحكومة مسؤولية الأحداث التي تدور بجبل الشعانبي، نظرا إلى ما اعتبرته »تساهل الحكومة مع ظاهرة ترويج السلاح في البلاد، والتجييش الإيديولوجي والدعوات الصريحة للعنف«.