انتقد الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية بالحراش حالة ''التسيب'' و''الإهمال'' المسجلة بالمؤسسات التربوية وكذا المساجد الموجودة على إقليم بلدية بوروبة شرق العاصمة. خلال لقاء جمعه الأسبوع الفارط بممثلين عن سكان بوروبة بمكتبة البلدية، ضرب محمد حطاب بعض الأمثلة بحالات ''اللامبالاة'' من قبل بعض مديري المدارس الابتدائية كمدرسة حملات سعيد التي عثر في أحد اقسامها زجاجات الخمر مع العلم أن نصف قاعات المدرسة في حدود 9 أقسام مغلقة من جراء زلزال ماي 2003. في حين يعاني تلاميذ التعليم الثانوني والتقني من الاكتظاظ والهجرة الى بعض البلديات المجاورة للدراسة، بسبب تأخر السلطات في إنجاز الثانوية الرابعة المبرمجة ببلديتهم، فضلا عن غياب مؤطرين ببعض المساجد مع وجود مساجد أخرى يسيرها شباب في إطار الشبكة الاجتماعية. واستنادا إلى الأرقام المعروضة في هذا اللقاء، فإن نسبة التمدرس بالبلدية البالغ عدد سكانها 67 ألف نسمة، تصل الى 27,82% وهي قريبة من المعدل الولائي، سجلت على مستوى 21 ابتدائية و12 متوسطة و3 ثانويات. ولعل المريب في ظاهرة التسرب المدرسي بأكبر بلدية فقيرة بالعاصمة، أن النسبة تتزايد في أوساط الإناث أكثر من الذكور. وفي هذا السياق، عاتب الوالي المنتدب أولياء التلاميذ الراسبين في أقسام التعليم الثانوي الذين بلجأن إلى توقيف بناتهم عن الدراسة نتيجة تدهور الظروف المعيشية وتزايد تكاليف الدراسة. وكغيرها من بلديات الوطن، نتج عن ظاهرة التسرب المدرسي بطالة قاتلة في أوساط الشباب بنسبة 73.16%، مع انتشار وتفشي الآفات الاجتماعية في الأحياء الفقيرة كحي الجبل، الفداء، وتزداد الظاهرة في الأحياء الفوضوية المتكاثرة بها الأكواخ القصديرية، رغم قضاء السلطات على أكبر حي قصديري وأقدمه في الجزائر حي بومزار. مع العلم أن سكان القصدير بالبلدية بلغ عددهم 1260 عائلة متوزعة على 5 مواقع منها حي بن بولعيد ب405 أكواخ قصديرية وحي المجاهد ب410 عائلات وحيي الفداء والكاليتوس بتعداد يفوق ال100 عائلة. وتحصي البلدية 4 آلاف طلب سكن اجتماعي، في حين بلغت حصة البلدية في العشر سنوات الأخيرة ,2800 بينما لم تتجاوز حصص السكن التساهمي 500 حصة خلال نفس الفترة نفسها منها 100 وحدة سكنية بالدرارية و100 أخرى بعين البنيان و105 ببلدية بوروبة. في مقابل هذه الصورة السوداوية ببوروبة، وعد الوالي المنتدب بالزيادة في الإعانات الموجهة لهذه البلدية المنكوبة بوضعها الاجتماعي لتصل في السنوات القادمة الى حدود 166 مليار سنتيم، سيتم تخصيص منها 21 مليارا للتنمية المحلية و24 مليار سنتيم للمياه والصرف الصحي و43 مليارا لتهيئة الطرق، في حين سيذهب مبلغ 30 مليار سنتيم لإنشاء مركب رياضي وبناء محلات تجارية للشباب العاطل عن العمل، بالإضافة إلى 7 ملايير لمشاريع ثقافية، كإنجاز مكتبة وروضة للأطفال.