خلافات بشأن توسيع الائتلاف وتحضير متواصل لمؤتمر “جنيف 2" المعارضة السورية تواجه أسوء أزمة في ظل الانقسامات انتقلت وحدات كبيرة من مقاتليه من لبنان إلى دمشق والغوطة الشرقية، حيث تحدثت وكالة “سانا الثورة" عن اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح أمس بين الجيش الحر وقوات لحزب الله في أطراف الغوطة الشرقية. وسيطر الحزب على تسع بلدات في منطقة المرج محاولاً دخول الغوطة الشرقية، في وقت يحشد قوات أخرى بالآلاف في مركز تدريبي للمخابرات الجوية في منطقة المصرف الملاصقة لمطار دمشق الدولي استعداداً لمعارك الغوطة الشرقية. وبالتزامن استهدفت قوات النظام حي جوبر بدمشق وحرستا والبحارية بريف دمشق بالقنابل التي تحمل مواد سامة، ما أدى الى سقوط قتلى وإصابات اختناق بالعشرات، فيما وصلت روائح الغازات السامة إلى حي القابون وانتشرت في شرق التجارة والقصور وسببت ضيقاً بالتنفس وصداعاً قوياً لأهالي الأحياء المذكورة. وفي دمشق اشتدت وتيرة الاشتباكات بين الجيش الحر وشبيحة النظام في حي برزة إثر محاولتهم اقتحام الحي من جهة جادة الغربية بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة الموجودة في مبنى البحوث العلمية وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات. ولا تزال جبهة القصير مشتعلة، وتستمر المواجهات بين الجيش الحر من جهة وقوات النظام المدعومة من مقاتلي حزب الله من جهة ثانية على أشدها، مع قصف مدفعي وصاروخي من الطيران الحربي التابع للنظام. وفي الأثناء، تسود الخلافات بين مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشأن توسيع تشكيلته رغم انضمام ثمانية أعضاء جدد إليه يوم أمس، في حين تجري اليوم تحركات جديدة للإعداد للمؤتمر الدولي المقرر عقده الشهر المقبل لبحث حل سياسي للأزمة السورية، والذي اصطلح على تسميته جنيف 2. ولم يستطع أعضاء الجمعية العامة للائتلاف المجتمعون في مدينة إسطنبول التركية منذ أربعة أيام التوافق على ضم مجموعة من الأعضاء الجدد إلى تشكيلة الائتلاف، ولم يصوتوا إلا على انضمام ثمانية من أصل 22 مرشحا كان من المنتظر ضمهم للائتلاف. وبعد أربعة أيام من المحادثات الشاقة للتوصل إلى اتفاق لضم قائمة من 22 شخصية معارضة إلى الائتلاف، جرت فجر اليوم الاثنين عملية تصويت على عضوية ثمانية أسماء فقط، هي التي نالت أكثرية الثلثين اللازمة للفوز بعضوية الائتلاف. وفي ختام عملية التصويت، قال المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح إن الشخصيات الثمانية التي تمت الموافقة على انضمامها هي ميشال كيلو وفرح الأتاسي وجمال سليمان وأحمد أبو الخير شكري وعالية منصور وأنور بدر وأيمن الأسود ونورا الأمير. ويقول معارضون إن نتيجة التصويت تكرس الانقسامات داخل المعارضة السورية، في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلى التوحد في ظل التحركات الدولية الجارية للتحضير لمؤتمر جنيف 2، وتلك الجارية في الاتحاد الأوروبي لبحث رفع توريد الأسلحة إلى سوريا. وقال سفير الائتلاف السوري في فرنسا منذر ماخوس ردا على سؤال عن نتيجة التصويت “هذا أمر سيئ جدا، هذه كارثة". وبدورها نقلت وكالة “رويترز" عن كيلو وهو مثقف ماركسي علماني من أسرة مسيحية أمضى سنوات عديدة في سجون النظام السوري قوله في كلمة أمام الائتلاف إنه كان يتحدث عن 25 اسما كأساس للمفاوضات لتوسيع الائتلاف، ثم كان هناك اتفاق بعد ذلك على 22، وانخفض الرقم إلى 20 ثم بعد ذلك إلى 18 ثم إلى 15 وبعد ذلك إلى خمسة، في إشارة إلى عدد الأعضاء من كتلته الذين ضمهم التصويت إلى الائتلاف. من ناحية أخرى، عقد أمس في العاصمة الفرنسية باريس لقاء يجمع وزرير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيريه الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لبحث ترتيبات مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في جوان المقبل برعاية أمريكية روسية مشتركة. وقبل ذلك، وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي ببغداد أن بلاده “من حيث المبدأ" ستشارك في المؤتمر بوفد رسمي، وقال إنه أبلغ الجانب العراقي بهذا القرار، معتبرا أن المؤتمر “فرصة مواتية لحل سياسي للأزمة في سوريا". ومن جهته، قال زيباري في المؤتمر الصحفي المشترك مع المعلم إن المسؤولين السوريين والعراقيين ناقشوا الجهود الدولية والدبلوماسية العالمية الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2، وأضاف “نؤيد المؤتمر، وأعتقد أن دول الجوار السوري ستكون حاضرة فيه" مؤكدا أن العراق سيشارك فيه “من حيث المبدأ".