كيري يلتقي غدا لافروف في باريس اجتمع أصداء سوريا لتوحيد الصفوف والنظر في تمثيل ومشاركة المعارضة في مؤتمر ”جنيف 2” وكذا العمل على طرح جبهة متماسكة تتصدى لنظام بشار الأسد وإخماد نيران الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد، لكن المشاركين وجدوا أنفسهم في مواجهة انقسامات داخلية عكست حجم الإخفاق الذي مُنيَ به المؤتمر وترجمت صراع الإخوة الأعداء على مناصب القيادة في الائتلاف المعارض بعيدا عن بحث حلول فعلية وجذرية للأزمة. تخللت جلسات مؤتمر ”أصدقاء سوريا” حالة من عدم التوافق حتى على أبسط الأمور التي من شانها خدمة القضية التي اجتمعوا من أجلها، لكن اللقاء الذي فرض عليهم التشاور لم يقدم أي إضافة للمشهد السياسي السوري، حيث فشل الائتلاف الوطني السوري المعارض في إدخال أي تغييرات على عضوية هذا التنظيم الذي يعرف هيمنة التيار الإسلامي الذي يحضى بتمثيل الأغلبية، ولم ينجح المجتمعون في تغيير موازين القوى داخل الائتلاف كما طالب به أنصاره الدوليون بسبب صراعات السلطة، مثل ما حدث مع المعارض الليبرالي المخضرم ميشيل كيلو الذي رفض صفقة من قبل رجل الأعمال السوري مصطفى الصباغ الأمين العام للائتلاف بقبول بعض أعضاء كتلة كيلو في الائتلاف، حيث اشترط كيلو أن تحضى مجموعته بتمثيل مهم في ائتلاف المعارضة قبل انضمامها، ناهيك عن النزاع حول من يخلف معاد الخطيب المستقيل من الائتلاف. الأردن يتحدث عن إعمار سوريا قبل أن تضع الحرب أوزارها ولأن الأزمة السورية انعكست على جيرانها وجدت عمّان نفسها طرفا في هذه الحرب التي تعصف بالمنطقة من خلال استقبالها لأكبر عدد من اللاجئين السوريين الفارين من كابوس الموت الذي بات يخيم على شوارع المدن السورية، ما دفع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس الى دعوة كل الأطراف المتناحرة في دمشق الى تحكيم العقل على السلاح لتخطي هذا النزاع وتجاوز كوارثه، وجدد تمسك بلاده المؤيد للخيار السلمي من أجل وقف الانقسامات الداخلية الخطيرة التي تفتك بسوريا، وقال الملك الأردني خلال كلمته في افتتاح فعاليات أعمال منتدى ”دافوس” الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2013، الذي انطلق أمس بمنطقة البحر الميت غرب العاصمة الأردنية عمّان، أن المطلب الأكثر إلحاحا في هذه المرحلة هو وضع حد للعنف في سوريا تمهيدا لإعادة إعمارها، كما يخيم الوضع في سوريا على اجتماع ”ملتقى دافوس” ويشغل بال كل المشاركين في أشغال المنتدى على مدار الثلاثة أيام والمنعقد تحت شعار ”تهيئة الظروف للنمو والثبات الاقتصادي”، بحضور نحو 900 شخصية تشمل قيادات عالمية وإقليمية وشخصيات رائدة في مجال الصناعة، التجارة، الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، لمناقشة قضايا اقتصادية وتنموية على الصعيدين الدولي والإقليمي في ظل تحولات السياسية العميقة وتباطؤ الاقتصاد العالمي. إيران تخطط لمؤتمر صداقة آخر والرياض تصّر على دعم المعارضة تتمسك الدول الداعمة للقضية السورية باستضافة الأطراف الداعمة للمعارضة لمناقشة حيثيات النزاع الذي بات يشغل الرأي العام العالمي و يتصدر اجتماعات مسؤولي المجتمع الدولي، حيث أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد الله يان، أمس أن بلاده ستستضيف اجتماع ”أصدقاء سوريا” الدولي يوم ال29 ماي الجاري، وأن طهران ضمنت مشاركة كل من روسيا والصين ضمن قبة الصلح والحوار التي تتبناها إيران تحت شعار ”الحل السياسي - الاستقرار الإقليمي”، وفيما تسعى إيران لإقناع أطراف النزاع في دمشق لتبني الخيار السلمي تلعب المملكة العربية السعودية على الحبلين، حيث تطالب من جهة بضرورة المشاركة في مؤتمر ”جنيف 2” الذي تعتبره فرصة سانحة للاتفاق على وقف إطلاق النار في سوريا وإنهاء الحرب، كما تصّر من جهة أخرى على مساعدة المعارضة في حربها ضد النظام، وهو ما أكده أمس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي قال أنه من الضروري استمرار دعم المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف الوطني الذي يعتبر ممثلا شرعيا للشعب وتمكينها من الدفاع عن نفسها أمام آلة القتل، مع ضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين، وأضاف الفيصل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الهندي سلمان خورشيد الذي يزور المملكة انه لا يمكن أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وكذا أتباعه ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء أي دور في مستقبل البلاد. المجتمع الدولي ... والخيار السلمي وبينما تنشغل الأطراف الداخلية في المعارضة السورية بمشاكلها السلطوية وانقساماتها التي تتزايد يوما بعد آخر، يسعى الشركاء الغربيون الى تعبيد طريق الحل السياسي بين النظام والمعارضة بكل أقسامها، حيث تعمل واشنطن وموسكو على استئناف السبل الدبلوماسية لوضع حد للنزاع الدائر في المنطقة خاصة في أعقاب التطورات التي تراكمت خلال الأشهر الماضية، والمرتبطة بتقارير انتهاكات حقوق الإنسان واتهامات النظام والمعارضة على حد سواء باستخدام الأسلحة المحظورة، بالإضافة الى بروز قضية جبهة النصرة التي أخلطت أوراق جميع الفاعلين في الأزمة السورية بعد إعلان ولائها لتنظيم القاعدة في العراق، بما فيهم المؤيدين للنظام والمساندين للمعارضة وبروز المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في صفوف المعارضة المسلحة، في انتظار اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف غدا الاثنين بالعاصمة الفرنسية باريس لتحفيز طرفي الصراع على المشاركة في مؤتمر ”جنيف 2”.