تمكن المسرح الجهوي لمعسكر من الحصول على جائزة أحسن عرض متكامل عن مسرحية "ذكرى من الألزاس" في ختام الدورة الثامنة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف التي أسدل الستار عليها سهرة أول أمس. وأعلنت لجنة التحكيم عن المتوجين بجوائز المهرجان بعد منافسة استمرت عشرة أيام بين 17 فرقة، حيث افتك المسرح الجهوي لمعسكر برئاسة محمد فريمهيدي عن مسرحية "ذكرى من الألزاس" جائزة أحسن عرض متكامل وتوج المخرج عبد الإله مربوح عن مسرحية "ما تبقى من الوقت" للجمعية الثقافية "كاتب ياسين" سيدي بلعباس بجائزة لجنة التحكيم خلال هذه الدورة. وعادت جائزة أحسن أداء نسوي ورجالي واعد لكل من الممثلة وهيبة بعلي في دورها في مسرحية "نجمة" للمسرح الوطني، ولطفي بن سبع من المسرح الجهوي لأم البواقي، فيما كانت جائزة أحسن أداء نسائي جماعي وأحسن أداء رجالي من نصيب المسرح الجهوي لعنابة الذي قدم مسرحية " جميلات" للمخرجة صونيا وللفرقة وللتعاونية الثقافية "كاتب ياسين" لسيدي بلعباس عن مسرحيتها "ما تبقى من الوقت"، بينما توج عبد العزيز يوسفي "بازو"، بجائزة أحسن إبداع موسيقي. كما عادت جائزة أحسن نص لأحمد حمومي عن نصه "يقمر ويبان". أمّا جائزتا أحسن "سينوغرافيا" وإخراج فكانتا بالترتيب لكل من يحيى بن عمار من مسرح أم البواڤي الجهوي وأحمد بن عيسى صاحب عمل "نجمة" للمسرح الوطني ورفعت لجنة التحكيم مجموعة من التوصيات والأفكار التي رأت أنه من الضروري تجسيدها بهدف تطوير المهرجان والارتقاء به حفاظا على استمراريته. ورأت اللجنة التي ضمت أساتذة ونقادا مسرحيين جزائريين وعربا، أن يكون البرنامج المسرحي الذي سطر في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال مخصصا للبحث في ماهية هذا الاستقلال، وذلك لاستنطاق كتابة جديدة وأفكار جديدة قيمة بعيدا عن السذاجة والسطحية في تناول الصراع الأزلي فيما بين المستعمر والشعب الجزائري. وأكدت اللجنة ضمن توصياتها على ضرورة العمل لتشكيل لجنة متخصصة لانتقاء العروض المشاركة بالمهرجان خاصة بعدما تزايد عدد المسارح الجهوية، على ألا تتم الموافقة إلا على الأعمال التي عرضت مرارا وأكثر من مرة، مع استبعاد تلك التي تقدم عرضها الشرفي خلال المهرجان، وعلى ألا يزيد عدد العروض المتنافسة على عشرة استنادا إلى التصفيات بين كل الجهات الممارسة احترافيا. وأوصت اللجنة بفسح مجال أوسع خلال المهرجان لمشاركة الفرق الوطنية التي لم يتسن لها أن تترشح، وذلك بتقديم أعمالها خارج المنافسة، حرصا على تدعيم احتكاك الممارسين المحترفين وتبادل التجارب والخبرات فيما بينهم. وشددت اللجنة على أيدي كتاب النصوص المحلية التي ظهرت من خلال العروض المقدمة بالمهرجان، من خلال دعوة الشباب إلى تعميق إدراكهم للبنية الدرامية التي تقوم على الفعل والتوتر أكثر من الحدث والسرد الروائي الذي يثقل إيقاع الأعمال المسرحية؛ مقترحة هنا ندوات تطبيقية نقدية عقب نهاية كل عرض دون حضور لجنة التحكيم لمناقشة الأعمال المسرحية حتى تتحول هذه المناقشات النقدية إلى ورشات تكوينية فاعلة. كما تضمنت قائمة التوصيات دعوة محافظة المهرجان إلى التفكير في مسألة استحداث سوق لتوزيع منتوجها الفني، وذلك بدعوة المؤسسات التي من تقاليدها برمجة الأعمال الفنية، دعما للإبداع المسرحي بالجزائر.