مسرحية "إزد" تفوز بجائزة أحسن عرض متكامل في ختام أشغال المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي دعت لجنة التحكيم إلى محاربة الفكر والخطاب التطرفي في العمل المسرحي وتعويضه بثقافة التسامح والتصالح، وهذا جاء ردا على بعض العروض المسرحية التي دافعت على الأمازيغية، مهينة في نفس الوقت للإسلام واللغة العربية وكذا بعض الحكام الجزائريين السابقين ومن أبرزهم الراحل هواري بومدين في مشاهد هيستيرية· ذات اللجنة أوصت كذلك بتقليص عدد العروض المتنافسة وإنشاء لجان للانتقاء خدمة للجودة والنوعية، والاهتمام بالفرق الهاوية للمسرح الناطق بالأمازيغية وذلك بتنظيم ورشات وطنية ذات صبغة تكوينية، وكذا العمل على تشجيع وتطوير الكتابة الدرامية باللغة الأمازيغية؛ وهذا بعد اقتباس بعض الفرق للنصوص المسرحية من مؤلفين وكتّاب غربيين، وكما توصي أيضا بضرورة توثيق وأرشفة العروض والمداخلات وتوزيعها، لإنشاء بنك معطيات وطني افتراضي مهمته تزويد المهتمين بالثقافة الأمازيغية والمسرح بكل ما يحتاجه من وثائق وكتب ومرئيات، مع ضرورة إعادة فتح فضاء للنقاش بعد العروض لغرض التقييم والاستفادة من تجربة الآخر، وكما تلزم لجنة التحكيم المقررة لهذه التوصيات بمشاركة الفرق الفائزة بأحسن عرض في المهرجان الدولي للمسرح، مؤكدة على مطلبها المتمثل في إلزام مسارح الدولة بإنتاجات سنوية ناطقة بالأمازيغية والمشاركة في إثراء المهرجان· للإشارة، فقد أسدل الستار سهرة الأحد على فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته الثالثة بولاية باتنة بحضور مكثف للسلطات الولائية والممثلين والفرق المشاركة وكذا الجمهور، وبعد أسبوع كامل من تقديم العروض المسرحية أمام لجنة التحكيم المتكونة من جمال مرير، ريم تاكوشت، عبدالرحمان زعبوبي، سليم سوهالي، علي عبدون، فتوصلت اللجنة بعد المناقشة والمداولات إلى النتائج الأخيرة، فحازت مسرحية (إزد) والتي تعني الحطام الجمعية الثقافية للفنون الدرامية لولاية تمنراست على جائزة أحسن عرض متكامل، أما أحسن موسيقى عادت للسيد بازو من مسرح بجاية الجهوي، جائزة أحسن سينوغرافيا فاز بها عبد الغاني شنتوف في مسرحية (ثاخمت نلحرس)، جائزة أحسن دور نسائي ثانوي من نصيب سها في مسرحية (امزابز) لمسرح أم البواقي، فيما كانت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة آمال وهيبة في مسرحية (ثيدت) أو الحقيقة للمسرح الجهوي باتنة، جائزة أحسن أداء رجالي ثانوي عاد للممثل هشام فرفاح لمسرح أم البواقي في مسرحية (آشهال غرثمتانت) أو الحب حتى الموت، فيما عادت جائزة أحسن دور رجالي للسيد كمال عبيدات في مسرحية (ثواغيث المومنين) لمسرح تيزي وزو الجهوي، حيث نال السيد العربي بولبينة في مسرحية الصابة دار الثقافة باتنة على جائزة أحسن نص، أما السيد أحمد خودي في مسرحية (أم وين يسترجون ربي) المسرح الوطني نال على جائزة أحسن إخراج، وفيما يخص جائزة لجنة التحكيم عادت لمسرحية (تحويست) للورشة الثقافية باتنة، أما الجوائز التشجيعية فقد كانت من نصيب كل من جمعية الواحة للفنون ورقلة، الجمعية الثقافية إثران تيزي وزو، الجمعية الثقافية نوميديا لوهران، فرقة المركز الثقافي بريان لولاية غرداية، فرقة ثالا للفنون الدرامية عين الزواية لتيزي وزو، تعاونية المسرح مشاهو إفرحونن لتيزي وزو· لجنة التحكيم بعد متابعتها للعروض المسرحية سجلت مجموعة من الملاحظات أبرزها تزايد عدد الفرق المشاركة مقارنة بالطبعات السابقة، تنوع في الشكل والمضمون مما يدل على انتشار روح البحث لدى الفرق المشاركة، تطور ملحوظ يعكس مدى تزايد وظهور فرق جديدة من مختلف الوطن· مما أعطى للمهرجان صبغته الوطنية، ارتقاء المستوى الفني للفرق الهاوية، استغلال الموروث الثقافي الأمازيغي الغني بقيمه الجمالية والتعبيرية استغلالا محتشما، هيمنة عملية الاقتباس والترجمة على حساب الإبداع في مجالات الكتابة الدرامية، عدم تكافؤ الفرص فيما يخص برمجة العروض في قاعتين مختلفتين من حيث الوسائل والأجهزة خاصة التوقيت·