عندما تسأل شيعيا من الحوثيين.. أو من أتباع السيستاني.. أو حين يلقى القبض على إيرانيين مجهولي الهوية في دمشق.. عن سبب وجودهم في سوريا.. يجيبونك ببساطة: جئنا نزور مرقد السيدة زينب.. إحدى حفيدات الرسول (صلى الله عليه وسلم). وعندما يكشف حزب الله القناع عن وجهه الطائفي.. أو حين يضبط أفراد من الحرس الثوري منغمسين في قتال الشعب السوري.. سيجيبونك: نحن نحارب في سوريا حماية للمراقد المقدسة.. ومن هذه اللحظة.. يصبح قتل السوريين مبررا بحماية ما بداخل القبور.. وما بداخلها لا يعلم حقيقته إلا الله. إحدى الناشطات الشيعيات المشاركات في مسيرة حماية المراقد المقدسة.. تصرح (.. نحن نعبّر بهذه المسيرة والوقفة الاحتجاجية عن استيائنا وأسفنا الكبير لما يحصل من انتهاك للمرقد الطاهر للسيدة زينب في دمشق من استهداف ممنهج، بهدف إسكات وإطفاء هذا النور المحمدي). *** بشار.. يحوّل سوريا إلى أتون ضخم.. تشوى فيه أجساد البشر.. ثم ترمى في قبر يتسع لمئات الآلاف.. فلا نجد شيعيا واحدا.. قال إن هذا منكر.. أو انتفض في وجه هذا السفاح بكلمة.. لكن ثمة من يتحدث باسم الأموات.. وينصّب نفسه محاميا عن موتى لو نهضوا من قبورهم.. لرموا التراب في وجوه هؤلاء الدجالين.. ولأعلنوا براءتهم من شيعة كذابين .. يسوقهم معممون كما تساق الأنعام إلى حتفها!! أليس أفضل من إعلان حرب من أجل قبر فارغ.. أن يعاد الاعتبار للأحياء.. الذين عزت القبور عن احتضان أشلائهم.. فنافسوا الأحياء على شبر من تراب.. إن العالم لم يعرف يوما.. أن القاتل يطارد ضحاياه حتى القبور وفي الجنائز.. ليقتلهم مرتين. أهي حرب القبور.. تعلن من أجل الأموات.. في حين يشتاق الأحياء في سوريا.. إلى يوم بلا أموات؟