أقدم رئيس بلدية الرويبة على طرد عائلة من شالي بشاليهات عميروش، الرغاية سابقا، مستعينا بالقوة العمومية.وقد تم طرد السيد لعماري رفقة زوجته وطفليه الاثنين 14 أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والعائلة تتخذ من الشارع مأوى لها، إذ قامت بنصب خيمة أمام الشالي الذي كانت تقيم فيه في انتظار مسؤول يهمه أمرها، بعد أن تأكد أن السلطات المحلية والإدارية لا تهتم لمصيرها.وقد راسلت كلا من الوالي المنتدب مرورا برئيس البلدية الى والي الجزائر، إلا أن رب العائلة وجد نفسه في الشارع مع زوجته وطفليه المرضى بالربو يواجهون قساوة فصل الشتاء. من ضحية زلزإل .. إلى ضحية إدارة! تعود تفاصيل القضية إلى زلزال 2003 الذي دمر بيت العائلة المتكون من 3 غرف الذي كانت تقطن فيه 3 عائلات ووالدة السيد لعماري، حيث استفادت هذه الأخيرة من شاليه تنازلت عنه لصالح ابنها حمدي وزوجته وطفليه اللذين يعانيان من أمراض مزمنة وأزمات نفسية جراء ما عاشاه من تهديدات بالطرد إلى الشارع إلى أن طردوا ووجدوا أنفسهم يفترشون التراب، وهذا ما أثر عليهما وساهم في التقليل من مردودهما الدراسي، جعل البنت 8 سنوات لا تزاول دروسها. وحسب معاينة قام بها محضر قضائي أقر فيها أن بيت العائلة لا يتسع لإسكان عائلة لعماري حمدي، وأنه لا وجود لغرف شاغرة أو أي مكان آخر يؤويهم سوى الشاليه الذي كانت العائلة تقطنه. من جهة أخرى، قامت الولاية المنتدبة بإنذارهم للخروج في 19 جوان 2008 وكان هذا أول وآخر إنذار تسلمته العائلة، باعتبار أن الشقة تم ترميمها، وهو ما لم تتقبله العائلة خاصة أن الأب بطال وغير قادر على تحمل تكاليف كراء أو شراء سكن، وهو عاجز حتى عن شراء دوائه لمقاومة مرضه المزمن. والغريب في الأمر أن مصالح بلدية الرويبة تشهد أن السيد لعماري حمدي وبعد التحقيق الذي قامت به مصلحة الشؤون الاجتماعية حول الموارد الخاصة بالمعني تبين أنه غير قادر على تحمل مصاريف الدواء وبحاجة ماسة للمساعدة، وسلمت له شهادة احتياج التي تملك ''البلاد'' نسخة منها بتاريخ 06 نوفمبر 2009 ليتم طرده يوم 14 أكتوبر 2008 دون إشعار أو إنذار بالطرد! وحسب رب العائلة فإنه تقدم بطلب سكن اجتماعي لدى مصالح بلدية الرويبة سنة ,1999 والذي يدعم قوله بوصل إيداع ملف، لدى ''البلاد'' نسخة منه، لكن اسمه لم يدرج في أي قائمة، وتقدم بطعن يخص اقتناء سكن عمومي إيجاري ذي طابع اجتماعي يوم 06 نوفمبر 2007 لكن دون جدوى. كما سعى السيد لعماري لمقابلة الوالي المنتدب أو المكلف بالإسكان، غير أن الأبواب أوصدت في وجهه بعد جولات ماراطونية بين البلدية والدائرة، وكل هيئة كان يطمع في أن تنصفه من أجل حماية عائلته من شبح التشرد. رئيس البلدية لا يسمع عن بوتفليقة؟! وأضافت السيدة لعماري كريمة زوجة السيد لعماري حمدي، أنه أثناء عملية الطرد قلت لرئيس البلدية ''الأفافاسي'' إن ''الرئيس بوتفليقة لا يسمع ما تفعلون وأنا متأكدة أنه لو سمع لما سمح لكم بهذا''، فرد مير الأفافاس قائلا: ''إذا أنت تسمعين ببوتفليقة فأنا لا أسمع به''.. هذا ما قاله رئيس بلدية الرويبة حسب أقوال السيدة لعماري، عن رئيس كرس حياته في خدمة الجزائر والذي منذ توليه الرئاسة عمل كل ما في وسعه لإخراجها من النفق المظلم الذي كانت فيه والذي يعي كل الوعي أن أزمة الجزائر هي أزمة اجتماعية ويلاحظ هذا في برامجه.. من مليون منصب شغل إلى مليون سكنو ثم يعد الجزائريين بمليون سكن آخر في ولايته الثالثة بعد أن أثبتت الأرقام أن فخامة رئيس الجمهورية وعد فوفى. وحقيقة حقق المعجزة وتم بناء مليون سكن في عهدته السابقة، ليطرح التساؤل عن كيفية توزيع السكنات؟ وكيف تم التلاعب بها؟. هل ''سمع'' المير والوالي بتعليمة الوزير الأول؟ إذا كان المير قد أقدم على طرد عائلة لعماري من الشالي الذي ذهب في عطلة بعدها بأمر من الوالي المنتدب لدائرة الرويبة حسب أقوال نائبه الأول، فإن الوزير الأول المتمثل في شخص السيد أحمد أويحيى قد أصدر تعليمة تقضي بإرجاء طرد العائلات إلى ما بعد فصل الشتاء، حتى وإن صدر في حق العائلة المطرودة حكم قضائي يقضي بالطرد الفوري. إلا أن رئيس بلدية الرويبة يرى غير ذلك، إذ أقدم على طرد عائلة لعماري مع بداية فصل الشتاء وهو ما استدعى تدخل فرق الحماية المدنية لبلدية الرغاية في كل يوم تتساقط فيه الأمطار حتى في ساعات متأخرة من الليل.. نائب المير ''لا نملك أية صلاحيات إلا الطرد'' انتقلت ''البلاد'' إلى مقر بلدية الرويبة بعد أن وقفت على مأساة إنسانية تعيشها عائلة لعماري. فقد بحثنا عن رئيس البلدية فقيل لنا إنه في عطلة، فقابلنا النائب الأول لرئيس البلدية الذي قال بعد أن طرحت ''المستقبل'' قضية السيد لعماري، أن البلدية لا دخل لها في الأمر وإن الشاليهات تحت مسؤولية الدائرة، ورئيس البلدية تحرك بأمر من الوالي المنتدب وطبق القانون وراسلنا مصالحه فيما يخص عائلة لعماري، وهذا كل ما نستطيع فعله في هذه القضية. ثم هناك آلاف العائلات في بلدية الرويبة في حالة عائلة لعماري نفسها ! ''قولو للرئيس حفروني..'' ''قولو للرئيس حپروني..'' هذه الجملة استحلفتنا السيدة لعماري لنقلها إلى رئيس الجمهورية الذي بقي الأمل الوحيد بالنسبة لهذه العائله التي تفترش الأرض بشاليهات عميروش الرغاية سابقا وتناشد رئيس الجمهورية التدخل لإيجاد حل يحفظ لها كرامتها وعزتها في جزائر قوية وآمنة.